تنظم جمعية الثقافة الإسلامية بتطوان الملتقى العلمي لمدينة تطوان في موضوع: (علاقة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالتنمية البشرية) تحت شعار قوله تعالى:{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، [للرعد:11]، وذلك بالتنسيق مع هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية، وكرسي الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس، والمركز المغربي للإعجاز العلمي والتنمية البشرية، أيام 3/4/5 جمادى الثانية 1435ه/3/4/5 أبريل 2014م. افتتاح فعاليات الملتقى كان صباح يوم الخميس ببرنامج خاص باستقبال وفود المشاركين بالملتقى، وتضمن حفل بمناسبة اليوم العالمي لليتيم نشطه الأيتام المكفولين لدى هيئة الإغاثة الإسلامية بجمعية الثقافة الإسلامية بتطوان بحضور ممثل الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بجدة المملكة العربية السعودية. وعرف مساء نفس اليوم جلسة افتتاحية لأشغال الملتقى العلمية افتتحت بآيات بينات من تلاوة المقرئ "إبراهيم بيدة"، وترأسها الأستاذ "يوسف احنانة" عضو المجلس العلمي المحلي لمدينة تطوان، الذي أشار في مفتتح حديثه إلى أهمية هذا الملتقى العلمي حول موضوع: (علاقة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالتنمية البشرية)، بما يثيره من الفضول والتتبع، مضيفا أن الناس يقرؤون عن معجزات الرسل والأنبياء فيجدون أنها انقضت وزالت إلا معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهي باقية مستمرة إلى يوم القيامة، وهي معجزة بث فيها الله عز وجل مفاتيح ما استغلق على البشرية في الكون الفسيح، ومن ثم تدعو الضرورة اليوم إلى قراءة القرآن الكريم قراءة تدبر وتمعن، قراءة منفتحة على نتائج الخطاب العلمي المعاصر، وإذا كان القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مصدر الإيمان واليقين، فإن هذا الإيمان واليقين ما يفتأ يتجدد عند المؤمنين في شتى البقاع والجهات بما يستجد من حقائق علمية معجزة. بعدها تناول الكلمة الأستاذ "محمد الوزاني الحسني" الأمين العام لجمعية الثقافة الإسلامية، الذي شكر ورحب باسمه وجميع العالمين بالجمعية بالمشاركين بالملتقى العلمي والحاضرين لفعالياته، مؤطرا لهذا الملتقى بأنه يأتي استجابة لمتلطبات المرحلة، وتماشيا مع المستجدات، مع ما يعرفه مجتمعنا من حركية ترمي لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، ومتحدثا في ذات السياق عن التنمية البشرية في المفهوم الإسلامي وعلاقتها بتكريم الله للإنسان واستخلافه في هذه الأرض، وعن أهمية الإعجاز العلمي في تحقيق التنمية البشرية، هذه التنمية هي عين ما دعى إليه القرآن الكريم والسنة الشريفة. مضيفا أن جمعية الثقافة الإسلامية تسير بخطى حثيثة في مجال التنمية البشرية من خلال برامج وأنشطة المؤسسات التابعة لها: (مكتب الرعاية الاجتماعية، روض طارق بن زياد، مدرسة أبي القاسم الإبتدائية، مدرسة عبد السلام الرزيني، إعدادية أبناء أبي القاسم، مركز تعليم الخياطة والفصالة، مركز تعليم الحلاقة، مركز تأهيل أم اليتيم، محترف صنع الحلويات، محترف تعليم النجارة، العيادة الطبية، عيادة طب الأسنان) مع الانفتاح على شتى شرائح المجتمع، فالجمعية حسب قول الأمين العام حملت على عاتقها المساهمة في التنمية البشرية والانخراط في ورش التنمية الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في تفعيل عمل جمعيات المجتمع المدني. بعدها أعطيت الكلمة لممثل هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية الدكتور "محمد سعيد فدا" الذي عبر عن سعادته بحضور فعاليات هذا الملتقى العلمي المبارك بهذه المدينة السعيدة، وشاكر الجمعية على ما تقوم به من أعمال خيرية في مجال رعاية الأيتام بعد جولته الصباحية بالجمعية وحضور حفل الأيتام، ومؤكدا في ختام حديثه عن ضرورة خروج هذا الملتقى العلمي حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وعلاقته بالتنمية البشرية بتوصيات علمية تنزل على أرض الواقع مستقبلا. ثم كانت الكلمة للدكتور "سعيد المغناوي" رئيس كرسي الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس، والذي قدم فيها ورقة تعريفية بالكرسي ومجال اشتغالاته داخل المغرب وخارجه، باعتباره هيئة علمية تتيح الفرصة للباحثين لتعميق البحث والنقاش حول موضوع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة والتركيز على الأمور التي نحن اليوم في حاجة ماسة إليها ومنها التنمية البشرية، وتطوير المهارات وحس الإبداع والابتكار، معرجا على أنشطة الكرسي الماضية والمستقبلية ومقدما دعوة للباحثين للانخراط به. بعدها تناول الكلمة الدكتور"إدريس الخرشاف" رئيس المركز المغربي للإعجاز العلمي والتنمية البشرية، منطلقا بعد كلمات الشكر والترحيب من حديث نبوي شريف: (المسلم أخو المسلم...)، وأن المركز يسعى لتحقيق معاني هذا الحديث، متوسلا بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة وعلاقته بالتنمية البشرية، فحقائق هذا الإعجاز موجهة للعالم كله وليس للمسلم وحده، ومن ثم تبدو أهمية المسؤولية التي يتحملها المسلم في الاستخلاف في الأرض، وكونه من أمة الدعوة، والمركز المغربي للإعجاز العلمي يسعى حسب الدكتور إلى الربط بين الإعجاز والتنمية البشرية في ظل الثورات التي يعرفها العالم اليوم في مجال العالم الرقمي والكوني والبيولوجي، فنحن نضيف حسب قوله مجالا آخر هو دور القرآن الكريم والسنة النبوية في التنمية البشرية، من منطلق الإحساس بوجوب تحمل المسؤولية وإخراج حقائق القرآن الكريم من المختبرات والمنابر إلى التفاعل الواقعي مع قضايا الناس المعيشة، والوصول إلى قضايا لم يعهدها التاريخ من قبل. فالقرآن الكريم حسب الدكتور "إدريس الخرشاف" هو (منبع العلوم) والسنة النبوية الشريفة هي (منبع المهارات) التي تترجم تلك العلوم، فمن هذا المنطلق نحن أمام ثورة رابعة، وهي ثورة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في تغيير مسار حياتنا ومن ثم ننادي من هذا المنبر بتطوان كما نادينا بمنبر آخر بمدينة طنجة يقول الدكتور بضرورة إدخال الإعجاز العلمي إلى برامج تعليمنا لنحدث ثورة فكرية علمية تطبيقية عقلية. بعد هذه الكلمات الافتتاحية كان الحضور على موعد مع المحاضرة الافتتاحية للملتقى في موضوع منظور الاقتصاد الإسلامي للتنمية البشرية والتي القاها الدكتور عمر الكتاني (الخبير المغربي في الاقتصاد الإسلامي). ويقام على هامش الملتقى معارض متنوعة ضمت، جناحا للكتاب من تأطير مكتبة التواصل بتطوان، وجناحا لعرض أعمال المركز المغربي للإعجاز العلمي والتنمية البشرية، وجناحا لجمعية الثقافة الإسلامية. ويتابع الملتقى جلساته العلمية يومي الجمعة والسبت عبر أربع جلسات وجلسة ختامية، يترأس الجلسات على التوالي كل من الدكتور حسن الوراكلي، والدكتور الهادي على الهادي زبيدة من ليبيا، والدكتور عبد الفتاح الفريسي، والدكتور إدريس الخرشاف، والدكتور سعيد المغناوي، ويؤطر محاضراته ستة عشر محاضرا من مختلف مدن المملكة المغربية.