سقط أخيرا نصاب فريد من نوعه في يد المصالح الامنية بتطوان، بعد أكثر من ست سنوات، استطاع فيها أن ينصب على أزيد من مائة ضحية، من بينهم نساء تمكن من أسقاطهم في شراكه. طرقه ليست عنيفة ولا علاقة لها بتلك العمليات الكبرى، صغيرة في الحجم أحيانا، لكنها تذر عليه دخلا لابأس به، حيث استطاع أن يكون "فنانا" بكل المعاني في استقطاب ضحاياه وإسقاطهم في شراكه، بل يصل به الأمر حد المغامرة المتقدمة، لكنه في الغالب كان ينجح وبطرق جد بسيطة، قد لا تخطر بالبال لكنها مكنته من كسب حياته وتوفير مداخيل بأقل الأضرار الممكنة. نصاب من الدرجة الرفيعة، هدفه في الغالب هواتف نقالة من الجيل الجديد في الغالب، كانت خطته واحدة يصاحب كل من أراد أن يوقع به بطريقة من الطرق، سواء بالمقهى أو بالمطعم، وحتى عند الحلاق أو في الحمام، يتقرب منه قدر الإمكان والممكن ولو تطلب الأمر أن يدعوه، لكن دون خسارة كبيرة. يراوده ويجعله يثق به لحد كبير، قبل أن يتظاهر بكونه يريد إجراء مكالمة هاتفية وأن هاتفه النقال فرغت شحنته، فيطلب من مرافقه أن يمكنه من هاتفه لإجراء تلك المكالمة المستعجلة، يتركه جالسا ويتظاهر بالخروج لإجراء المكالمة ليختفي إلى الابد. خطته في ذلك واضحة للغاية، سرقة بطريقة فنية للهواتف الذكية والرفيعة، ففي إحدى المرات دفعه طمعه في هاتف رفيع، ليصاحب فتاة موظفة بإحدى الإدارات، ووعدها بالزواج حيث استدعاها لغذاء بأحد المطاعم الراقية، طلب ما طاب ولذ وما على ثمنه، ليغري الفتاة بذلك قبل أن يتظاهر بالإنشغال وضرورة إجراء مكالمة هاتفية، طلب منها الهاتف وخرج لإجراء المكالمة، بقيت الفتاة تنتظر وتحاول معرفة مصير مرافقها وهاتفها النقال الذي لم يعد يرن. بقيت الضحية بين نارين فلا الخطيب الموعود عاد، ولا الهاتف ظهر، بل الأنكى من ذلك أنه عليها أداء ثمن الغذاء وهي لا تتوفر على الثمن مكتملا، خسارة بكل معاني الكلمة. أحد ضحاياه أوضح أنه شخص مهذب جدا ومظهره لا يوحي تماما بكونه نصابا أو مخادعا، مما يجعل الثقة فيه عمياء، ويتذكره منذ أكثر من ثلاث سنوات، حينما كان بمحل للحلاقة، وفتح حوارا ونقاشا مع بعض المتواجدين هناك، اظهر لهم من خلاله علومه وعلمه، بل كان كريما مع بعضهم وهو يترك لهم حق المرور قبله لكونهم في عجلة من أمرهم.. كل ذلك ليحظى بثقة الحلاق، ليخبره انه في حاجة لشخص يشتغل معه مؤقتا في مشروعه الوهمي، فما كان على الحلاق إلا أن هاتف صديقا له ليقوم بذلك، وفور حضور الشاب أغراه فعلا بالعمل، لكن قبل ذلك طلب منه هاتفه لإجراء مكالمة مستعجلة، فاختفى كما العادة عن الأنظار ومعه الهاتف.. إلا أن تكرار نفس السيناريو أوقعه هذه المرة في الشباك، وذلك حين تعرف عليه أحدهم ونصب له كمينا مع بعض أصدقائه، الذين راودوه ولاعبوه، وهم يصورون الأحداث بواسطة هاتف نقال، إلى حين أن أوقعوه في شراكهم بدلا من أن يسقطهم هو كما اعتاد على ذلك، ليضعوه رهن إشارة المصالح الأمنية التي وضعته تحت الحراسة النظرية للتحقيق معه قبل تقديمه امام النيابة العامة، حيث ينتظر أن تتقاطر على المصالح الأمنية عشرات الضحايا بعد أن علموا باعتقاله. جريدة الأحداث المغربية