اختاروا البكاء على الأطلال بدموع متحجرة السائل ، ريثما يجدوا لها البديل ، حتى لا يُكَرِّرَ في حقهم القائل ، هم مرتزقة المناسبات والمواسم وكل سبيل يُسلك بالتحايل، متى شئتهم ذارفين عَبَرات التماسيح امتثلوا بمقابل ، أو سخرتهم للضحك في مواقف حزن لبوا ما أَمَرتَ بإتقان شيطاني هائل ، انبطحوا ليظهروك أميرا أو شددوا عليك الخناق لتبدوا ذاك اللص الحقير وكل بثمن يأكل الآكل ، كالزئبق لأي تشكيل سخرته قابل ، مطمحهم إطالة ليل ، حاجبا ما يقترفونه من مجون تخطى في عبثه كل ويل ، مصيبة المصائب هم إن حطوا الرحيل ، في مدينة أو قرية أو بجانب سفح جبل هواؤه عليل ، روث مقذوف منسي للتعفن المقصود الذي مهما جُمِعَ أذاه ليس بزائل ، رائحة كريهة سابحة لأنف بريء تنسل وتميل ، لم يُكتشف بعد ما تُرشّ به من محلول غير الابتعاد عن المكان المصدر قطعا بلا تفكير في عودة اتصال مقبل . ... جنس أقرب للخرفان تارة وأخرى للحمير والبغال ، كارثة وجوده بأي صورة تقمصها تخطر أو لا تخطر على بال ، مهما ربطته بأمتن حبال ، تنبهت أن أسره بتلك الطريقة محال في محال ، وكلما فرضت عليه الخناق اكتشفت أنك المسحور بصنائعه المكتسبة من أباليس له أخوال ، جنس يبكي على الأطلال بدموع متحجرة السائل ، إن كنت عنه سائل ، فلن تفلح بجواب اللهم إن شغلت فكرك جيدا لتجده لك وأمثالك الشرفاء مستغل ، يسري أمامك كالماء المضروب باحثا عن قناة يختفي بين حشراتها وفئرانها مساءا ومع كل شمس جديدة لك بالغ ليريك التناقض والنحس عليك أحداث غير سليمة وعالم غريب تتقاذفك داخله عوالم لا تملك إن ضعفت إرادتك غير الانصياع لها كبديل ، جنس مدرب على الفتك بالمناضلين في العراق خدمة لمن مزق هذا القطر العزيز فما مر يوم دون تسجيل بضعة جرحى وأكثر من قتيل ، جنس وضع نفسه تحت إمرة " بشار" وكم من طاغي حوله انتشر مدجج بسلاح الخيانة والغدر وكل ما هو باطل ، جنس ظهرت له أذرع كالإخطبوط في أرض الكنانة تململت أحجار هرم "خوفو" على وقع جسامة ما فعل ولا زال فاعل ، ودنى النيل في حنين وخشوع منظفا بمياهه الطاهرة دم الساقطين في الطرقات المذبوحة كرامتهم بيد نفس الظالم المجرم المتخاذل . ... المد لازال قائما في ذاك "الشرق الأوسط" الذي جعله ذاك الجنس الخطير "شرق بلا وسط" ، فحبذا لو تنبهت السعودية قبل فوات الأوان وراجعت سياستها وجلست فوق الكرسي المخصص لها في مجلس الأمن ، وشاركت بكل ثقلها الروحي والمادي في "جنيف الثانية" وتحدت بذكاء ما خططته إيران للاستفراد بالولايات المتحدةالأمريكية ، وتتدارك بسرعة الخطأ المرتكب الذي جعل أكبر دولة إسلامية في العالم " اندونيسيا" تساند بكيفية غير عادية الطرح الروسي . الأمل معقود على سعودية الغد ، بدينامكية ملموسة أساسها الحراك الدبلوماسي المتوازن الوسائل والأهداف ، الكفيل بتوقيف من يحمي ذلك الجنس المذكور ويغديه بأكثر ما يحتاج إليه ، المملكة العربية السعودية عزيزة علينا ، فالمفروض أن يصغى حكامها لما ننصح به ، أمريكا وقلناها أكثر من مرة لن تدوم صداقتها لأي كان ، هي مع الحفاظ على مصالحها بالمنطقة يدا في يد ، مع من تراه قويا أكان اسرائل (ربيبتها المدللة) أو إيران (عدوة السعودية الأولى) أو فيتنام الشمالية ، وما يسبب ذلك إن حصل لفيتنام الجنوبية . مصطفى منيغ