وأنت مقبل على حي " بئر أسكيو " بناحية مسنانة تطالعك صور حية حقيقية من واقع هذا الحي تتحدث عنها الصور المرفقة بهذا التقرير ، صور تعبر عن سبب معاناة ما يفوق 3000 شخص من ساكنة الحي المذكور ، الذين باتوا يعيشون تحت رحمة الأزبال التي أغرقت محيط مساكنهم ، هذه اللوحة القاتمة التي رسمتها أكوام من الأتربة و القمامات والنفايات الصلبة والسائلة التي تنجم منها روائح كريهة تزكم الأنفاس والحواس ، باتت هي السمة السائدة بالمنطقة ، تتكرر في كل زاوية ومكان حتى صار هذا الواقع الصادم هو مصير ساكنة هذا الحي الحديث العهد الذي يعاني من بنية تحتية متردية وهشة ، إذ لم نقل منعدمة ، ولسان الحال يؤكد أن المنطقة وهي تفتقد لكل خصوصيات و ضروريات الحياة ، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تضمن العيش الكريم لساكني هذا الحي الذين أصبحوا في عالم مغلق في معزل تام عن العالم الطبيعي وهم يعيشون كارثة بيئية خطيرة ، مما دفع بالكثيرين التفكير في الإستعجال بالرحيل رافضين العيش وسط مطرح للنفايات حفاظا عن سلامتهم وسلامة أطفالهم تجنبا للإصابة ببعض الأمراض المزمنة والتنفسية كالربو أو ما شابهه... ناهيك عن ظهور بعض الأمراض الجلدية التي باتت تنتشر خصوصا بين الأطفال وكل هذا من تداعيات هذه الصور الباعثة للحزن والكآبة. مصادر من الحي أكدت للجريدة أن هذه الأزمة سببها مستخدمي " تيكميد " الذين لم تطأ أقدامهم ردهات هذا الحي منذ شهر تقريبا من أجل تصريف الأزبال ، ويحملون المسؤولية في خطورة هذا الوضع وتداعياته كذلك للباعة المتجولين الذين يسترزقون بسوق مسنانة الذي لا يبعد عن هذا الحي سوى بحوالي 200 متر ، مما يدفع هؤلاء التخلص من نفاياتهم سوى في هذا المكان ، خصوصا بائعي السمك الذين يلقون بالمخلفات من السمك الفاسد والمتعفن مما يجعله يتحلل ويصدر روائح كريهة ومزعجة تشكل خطرا يحدق بالساكنة . وفوق هذا وذاك يبقى مشكل الصرف الصحي ، من المشاكل التي يتخبط فيها هذا الحي والتي يجب معالجتها قبل حلول فصل الشتاء ، وبناءا على وعود سابقة لم تنفذ ، حيث كان من المقرر أن تبدأ الأشغال بهذا الورش لإعادة تأهيل أنابيب وشبكة توزيع مجاري الصرف الصحي في شهر يونيو الماضي ، الشئ الذي لم يحدث أبدا ، ونشير بأن مجاري الصرف الصحي المكشوفة تكثر من إنتاج الحشرات الضارة والبعوض ، هذه المجاري التي تخترق زقاق الحي تتعرض يوما بعد يوم للإتلاف والدمار نظرا لحجم الأتربة و الحجارة والمواد الصلبة التي تلقى بهذه المسالك المائية ، مما سيعوق لا محال إفراغ المياه العادمة ومياه الأمطار الشئ الذي سينتج عنه حدوث فيضان مهول بالمنطقة لا قدر الله ، وقد سبق للمنطقة أن عاشت هذا الوضع في مناسبات سابقة . وبناءا على ما ذكر فإن ساكنة " بئر سكيو " يستنكرون هذا الوضع ، ويطالبون السلطات بالتدخل العاجل من أجل تحرير المنطقة من الأزبال التي حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق ، وفي هذا الباب قام البعض من ممثلي الساكنة بطرق أبواب بعض الجهات المعنية ، فضلا على العديد من المراسلات لجهات مختصة ...لكن لا حياة لمن تنادي ، والساكنة تستغرب أشد الإستغراب ، واضعة علامة استفهام كبيرة لفهم الأسباب التي جعلت بعض الجهات الفاعلة بمنطقة مسنانة تلتزم الصمت المطبق جراء ما يجري ، وعلى رأسها جمعية مسنانة و جمعية الرهراه اللذان لم يحركا أدنى ساكن ، مما يدل على أن ساكنة " بئر سكيوا " ضحية إهمال ممنهج سببه النسيان والتناسي وغياب الوعي لدى المجتمع المدني و المسئولين على حد سواء ، وفي هذا الإطار لوح أحد السكان المفوضين أنه في حالة استمرار هذا الوضع فلا بديل عن خوض معركة نضالية ملوحا بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مبني الولاية في غضون الأيام القليلة القادمة ، للتعبير عن غضبهم و للتنديد بما وصفوه بالواقع المزري والمتردي في هذه المنطقة المتروكة التي طالتها يد الإهمال و مُطالبة الجهات المسئولة التدخل العاجل من أجل إنهاء هذه الظاهرة الشنيعة المسكوت عنها ، وتحسين الأوضاع من أجل إعادة الإعتبار لحي" بئر أسكيو " ولساكنيه . القندوسي محمد