بحضور المتوكل طه من فلسطين والأمجاد من موريتانيا وبنطلحة والأخضر من المغرب افتتحت دار الشعر بتطوان ليالي الشعر، أول أمس الثلاثاء، 11 فبراير الجاري، في فضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الدارالبيضاء، بحضور الشاعر الكولومبي خورخي طوريس ميدينا ومترجمه الشاعر خالد الريسوني، إلى جانب الشاعر الفلسطيني المتوكل طه والشاعر المغربي محمد بنطلحة، والشاعرة أمل الأخضر، إلى جانب الشاعر سيدي ولد الأمجاد، من موريتانيا، ضيف شرف الدورة الحالية من معرض البيضاء. حضر هذه الليلة الشعرية عدد من الشعراء العرب والمغاربة، في مقدمتهم الشاعر زهير أبو شايب والشاعر محمد علي الرباوي والشاعر صلاح الوديع، إلى جانب مسؤولين عن وزارة الثقافة والشباب والرياضة في المغرب، وعدد من ممثلي السفارات الأجنبية. استهل الشاعر الموريتاني سيد ولد الأمجاد هذه الليلة الشعرية الافتتاحية بقراءات شعرية، تغنى فيها بالعاصمة بغداد: أعيدي لنا برح الغرام مجددا/ وسحرك يا بغداد في الروح في المدى. تناءت بنا عنك المسافات إنما/ تقربنا الأشواق جمعا ومفردا. بوجهك من كل العصور حكاية/ تغني بها الدنيا مواويل خلدا. تطوف بهذا الليل أحلام شاعر/ تنبأ يوما هنا هنا تمردا. أبغداد يا بيت القصيد وبحره/ وموجا من الإلهام يستل موعدا. تساميت فوق الجرح ينزف قانيا/ وفوق ظلام الموت يشتد أسودا. ومن وجع الأيام داويت متعبا/ ومن صلوات الحب شيدت معبدا. تناءت بنا عنك المسافات إنما/ تقربنا الأشواق جمعا ومفردا. ثم كان الموعد التاريخي مع الشاعر الكولومبي الكبير خورخي طوريس ميدينا. شاعر منذ ديوانه الأول "لحظات" أو "هنيهات"، وهو يقتنص اللحظات الشعرية المنفلتة ويقبض "أشعار سائلة" كما يقول. ومن يومها وهو يحتفي بهذه اللحظات إلى أن وصلت هذه اللحظة التاريخية التي التقى فيها جمهور دار الشعر بتطوان بالشاعر الكولومبي الأسطوري خورخي طوريس ميدينا في فضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب بالبيضاء. وقد حضر إلى جانبه مترجمه الشاعر خالد الريسوني. ويرى خورخي طوريس مولينا أن "الشعر هو جوهر الكلمة/ والكلمة روعة الوجود"، بينما يردد الشاعر الكولومبي ذات قصيدة أخرى: جالساً في العُسْرِ/ لي النباتُ نفسٌ/ أتقدَّمُ أتأمَّلُ أحمي ذاتِي/ لكن حجراً مُتشظياً/ ينقذ هشاشتي فأروِّضُ النار/ أنا قوس أخرسٌ وسهمٌ ورمحٌ/ محراثٌ وعجلة وشراع/ أتحدث وشاهدي الأمس. وأبدع الشاعر الفلسطيني المتوكل طه في ضيافة دار الشعر بتطوان، وهو يلقي قصائد عن القدس وعن الأم، إذ ينشد: "لها الأغنيات، وما نحت الماء في حجر الذكريات. وما تم في الكشف من غامض النور للعارفين، ولما سنكمل أحرفها في الصلاة. هي الأبجدية إن كتبوا مصحف الطين/ أو ما سيقرؤه العاشقون على شرفة للحنين... وما طرزته في يوم عودتها الأمهات. وما من بلاد لنا غيرها، إنما الماء والنار والطين والريح والبذرة المشتهاة. أنا ذهب الخيط في ياقة العرس، أو رعشة النجم فوق الأيادي. أنا سيد البر والبحر والنهر/ هذي البلاد بلادي. لها الأغنيات، وما نحت الماء في حجر الذكريات. وما تم في الكشف من غامض النور للعارفين، ولما سنكمل أحرفها في الصلاة". أما الشاعر المغربي الكبير محمد بنطلحة، فقد أبدع في ليلة الشعر الأولى، بقصائد فاجأ فيها المتلقين وباغت فيها المعنى، حين يقول: شفاهي شباك/ ذراعاي قاربان، المائدة. كأي صدر أنثى/ طافحة بالعبير، وفوقها رمانتان. الضوء عسل في فنجان/ البحر يقترب. وفواكه البحر عالقهْ/ في شفاه العاشقهْ". واختتمت الشاعرة أمل الأخضر ليلة الشعر الأولى، ولسان شعرها يهتف: "أَمْضِي فِي الْحُبِّ كَمَنْ يَمْضِي إِلَى حَتْفِهِ، أَمْضِي فِي الْحُبِّ، وَأَعْلَمُ أَنِّي كَمَنْ يُقَامِرٌ بِآخِرِ فِلْسٍ في جَيْبِهِ ، حَتَّى إِذَا مَا خَسِرْتُ الرِّهَانَ، رَمَيْتُ بِنَفْسي في أَوَّلِ مَقْصورَةِ/ أَمْضِي... وَأُحَرِّضُ الْأُغْنِيَاتِ في صَدْرِي، وَالْكَمَنْجَاتِ الرَّاقِدَةَ في جُيوبِ الذَّاكِرَةِ، أَمْضِي فِي الْحُبِّ، كَمَنْ يَمْضِي إِلَى حَتْفِهِ، أَكْتُبُ وَصِيَّتِي الْأَخِيرَةَ. أَمْضِي إِلَيْهِ بِكَامِلِ زِينَتِي". وتتواصل ليالي الشعر في فضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب، وهي الليالي التي تنظمها دار الشعر بتطوان، منذ أربع سنوات، غداة إحداثها بناء على مذكرة تفاهم ما بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة في المغرب، ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة.