شاعران مغربي وجزائري يهديان قصيدة لمراكش في إطار حملة الإدانات والاستنكارات للتفجير الإرهابي لمقهى ومطعم أركانة بساحة جامع الفنا بمراكش، جادت قريحة الشاعرين المغربي المقيم ببروكسيل طه عدنان والجزائري بوزيد حرزالله بقصيدة عمودية من البحر الوافر بثّ خلالها الشاعران مشاعر الحبّ والتضامن مع المدينة الحمراء. وقد نشرت القصيدة على صفحتيهما بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك وأثارت موجة من التعليقات من طرف شعراء وكتاب من البلدين ومن عواصم عربية أخرى قبل أن يتلقفها العديد من أصدقاء الشعر الذين نشروها على صفحاتهم بالفايسبوك. ونقرأ في أحد مقاطع هذه القصيدة: مراكشُ.. ما لِرَوْنَقِكِ المَثيلُ * ونجمُكِ ليس يُدرِكُه الأفولُ لقد طعنوكِ غَدْراً ذاتَ جُبْنٍ * بُغاةٌ مايُعاشِرُهمْ أصيلُ ويقتُلُهم بأنّكِ كُنْتِ دَوْماً * إلى الأمجادِ فرساناً تصولُ يقودُكِ سبعةٌ.. أفذاذُ علمٍ * لهم في كلِّ نازِلَةٍ حُلولُ مراكشُ هم حُماتُكِ لا تُبالي * ستُقْرَعُ - إنْ دَنَوْا منكِ - الطّبولُ بجامعكِ البهيِّ يصومُ عُرْسٌ * ويُدعى الشعرُ فيه ولا يقولُ فتَنْحِبُ في مباهِجِه الصّبايا * وتبكي موتَ شاعِرِها الطُّلولُ وقبل اليومِ شمسُكِ إنْ تناءَتْ * ضياؤكِ يا مراكشُ لا يزولُ ربيعُكِ في الزّمان يفوحُ عطراً * وسحرُكِ في الخلودِ لَهُ أصولُ أفيكِ وأنتِ أمنٌ للّيالي * يُروَّعُ آمنٌ ويُهَدُّ حِيلُ أيَفْنى جامعٌ ما كان إلاَّ * دروباً للحضارة إِذْ تجولُ به الآيات تُتْلى كُلَّ حينٍ * مآذنُهُ يُبارِكُها النّخيلُ مراكشُ كم حَنَوْتِ على غريبٍ * على كفّيْكِ حطّ به الرّحيلُ أتاكِ من الجزائرِ ذاتَ تَيْهٍ * فصار براحَتَيْكِ هو الدّليلُ أتاكِ فلا السياسةُ أَعْجَزَتْهُ * ولا شكٌّ ولا قالٌ وقيلُ فيا حمراءُ حُبُّكِ كم تسامى * وإنّ غداً لناظِرِه جميلُ نُحبّكِ مِلْءَ قافيةٍ ووَزْنٍ * ببحرٍ ليسَ يعرفُه الخليلُ ويذكر أن الشاعرين طه عدنان وبوزيد حرز الله قد سبق لهما أن تبادلا العديد من القصائد الإخوانية على الفايسبوك طالبا فيها بفتح الحدود بين المغرب والجزائر، وقد قرءا قصائدهما خلال ندوة شعرية احتضنتها الدورة ال16 للمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء 2010. ويعد طه عدنان، ابن مراكش المقيم ببروكسيل منذ 1996، من أبرز الأصوات الشعرية الجديدة في الساحة المغربية، وقد ترجم كتابه الشعري الأخير «أكره الحب» إلى اللغتين الفرنسية والإسبانية. كما أنه يشرف من العاصمة الأوروبية على إدارة الصالون الأدبي العربي ببروكسيل. في حين أصدر الشاعر بوزيد حرزالله العديد من الدواوين الشعرية من أبرزها «الإغارة» ويشرف على صالون «الإمتاع والمؤانسة» بالجزائر العاصمة، والذي يعتبر فضاء للنقاش وتبادل الرأي حول أبرز القضايا الأدبية والفكرية المطروحة على الساحة الثقافية، بما يضمن تعميق سبل التواصل بين الكتاب والأدباء.