عقدت الأمانة العامة لجبهة القوى الديمقراطية اجتماعا متواصلا على مدى يومي السبت والأحد 23 و24 نونبر 2019، بمنتجع ضاية الرومي، برئاسة الأمين العام للحزب الأخ المصطفى بنعلي. وقد جسد هذا الاجتماع، لحظة حقيقية، تترجم عمق الانعطافة التاريخية التي، دشنتها جبهة القوى الديمقراطية، بعد مؤتمرها الوطني الاستثنائي بفاس والدورة الأخيرة لمجلسها الوطني، بغنى وثائقها ومقرراتها، وكذا بعد النجاح الذي سجلته أشغال الندوة الصحفية، التي عقدها الحزب الأربعاء المنصرم. وارتباطا بانشغالات الرأي العام الوطني، أجمعت الأمانة العامة، في بداية هذا اللقاء، على أولوية لفت الانتباه، إلى المخاطر التي ينطوي عليها التوجه الحكومي، والمتمثل في الهجوم الكاسح، على المكاسب الاجتماعية المتبقية، عبر نهج ضريبي لا شعبي، يستهدف كافة مناحي عيش الطبقة المتوسطة، والإمعان في تفقير المجتمع بمختلف فئاته الهشة. وفي سياق ذلك عبرت الأمانة العامة، عن دعمها لكافة الحركات الاحتجاجية، المعبر عنها، من قبل مختلف القوى الحية للشعب المغربي، والتي ما فتئت تتنامى يوما عن يوم، إيمانا من الحزب، كحساسية مجتمعية بحسه اليساري بأولوية تواجده أينما تواجدت قضايا العدالة الاجتماعية والمجالية، والمطالبة بالمساواة وتكافؤ الفرص. وتداولت الأمانة العامة، في هذا الصدد، بالنقاش والتحليل جملة من دواعي هذه الحركات الاحتجاجية، وتساءلت عن مدى سلامة تصعيد الحملة على كثير من الأنشطة المعاشية. وجددت الأمانة العامة تأكيدها على الهوة السحيقة بين توجهات قانون المالية 2020، والأوضاع المزرية بين عموم المواطنين، اقتصاديا واجتماعيا. وبمناسبة الأيام الأممية 16 لمناهضة العنف ضد النساء، جددت الأمانة العامة، الدعوة إلى مكافحة تعنيف النساء، بما هي خطوة ضرورية على طريق مكافحة المغرب، لكل اشكال التمييز ضد النساء، ولما لهذه الظاهرة من أثر سلبي بالغ، على الطفل والأسرة والمجتمع برمته. بعد ذلك جسد اجتماع الأمانة العامة، حقيقة وجوهر الديمقراطية كأرقى نموذج لإنتاج المردودية، وأخذ طابع البوح والإبحار مع الذات، بمثابة توطئة، لمطارحة الإيجابي والسلبي، في افق تنظيم البيت الداخلي للحزب، بما يسمح باستمرار الدينامية التي يعيشها، من أجل عمل مستقبلي يحقق مردودية أكبر، بالنظر لثراء النقاش وغنى الأفكار المتداولة، على امتداد يومين من العمل المتواصل. وإثر ذلك باشرت الأمانة العامة، بالدراسة والتقييم مختلف مقررات ووثائق الدورة الأخيرة للمجلس الوطني للحزب، ووقع الندوة الصحفية، التي عقدتها الجبهة يوم الأربعاء 20 نونبر الجاري، وثمنت عاليا أهمية وغنى المحطتين، بما يؤكد جدية وصواب الانبثاق الجديد الذي دشنه الحزب، الحامل لمشروع يساري حداثي ديمقراطي، ساعي إلى تحقيق مجتمع العدالة والمساواة. وباشرت الأمانة العامة استكمال توزيع المهام التنظيمية لأعضائها، واتخذت جملة من التدابير العملية، في أفق تنزيل استراتيجية انبثاق 2020، وكذا تجديد وإعادة هيكلة كافة التنظيمات الترابية والقطاعية والموازية للحزب، لتأكيد حضوره الوازن في كل المواقع، بما يضمن وعيه بمهامه السياسية والتنظيمية، وجاهزيته لرفع تحديات المرحلة، وخوض الاستحقاقات الانتخابية القادمة، كقوة وازنة في المشهد السياسي الوطني. وخلصت الأمانة العامة، في ختام اجتماعها، إلى دعوة كافة مناضلات ومناضلي الحزب إلى تكثيف الجهود، من أجل الاستثمار العملي والمساهمة الجماعية في الدينامية الجديدة، التي انطلقت، منذ المؤتمر الوطني الخامس للجبهة، والتي مكنت الحزب من الدعوة إلى جعل الإيديولوجيا والفكر في خدمة الإنسان وليس العكس. وحرر بمنتجع ضاية الرومي يوم 24 نونبر 2019.