تحل الذكرى الرابعة والأربعون للمسيرة الخضراء المظفرة ، وأستحضر فيها روح والدي الصحفي والإعلامي عبد السلام المرابط الذي عمل في إذاعة أجنبية بطنجة في الخمسينيات القرن الماضي وفي مطلع الستينات كان من المؤسسين لإذاعة طنجة الجهوية ..و كان كذلك ضمن طاقم إذاعة طنجة الذي أحبط انقلاب الصخيرات إعلامياً ، كان حينها معداً للبرامج ومذيعاً للأخبار بإذاعة طنجة في زمانها الجميل ، أعد من المملكة العربية السعودية تغطية للإذاعة الوطنية عن إحدى مواسم الحج وأوفده وزير الداخلية والإعلام السابق ادريس البصري إلى دولة الصومال كمبعوث إعلامي مع قوات حفظ السلام الدولية . والصحفي والإعلامي عبد السلام المرابط حاصل على وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى من قبل جلالة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه ، ومن إذاعة طنجة الجهوية تم تعيينه مندوباً للإذاعة الوطنية بتطوان في مطلع سبعينيات القرن الماضي ، ولدى حكم محكمة العدل الدولية بلاهاي بهولاندا بما يلي : الصحراء المتواجدة في شمال غرب إفريقيا ، جزء لا يتجزأ من أرض المملكة المغربية )) حل بالمغرب الشيخ خطري ولد سيدي سعيد الجماني والذي كان رئيساً للجماعات القبائل الصحراوية لدى الإسبان... وقدم بيعته للملك الراحل الحسن الثاني فأهداه الملك سلهامه ، وطلب الشيخ خاطري من الملك أن يزور مناطق الشمال وكان التركيز على مدينة تطوان التي كان لها نفوذ ترابي يغطي شفشاون ووزان والعرائش إلى القصر الكبير حينها ، وبما أن والدي رحمه الله الإعلامي عبد السلام المرابط كان حينها مندوبا للإذاعة الوطنية بتطوان كان من أبرز إعلاميي زمانه لتغطية الحدث ، فقال لي وسني لايتعدى 13 سنة ، لكني كنت مهتما منذ نعومة أظافري بالإعلام والسياسة ، قال لي سترافقني في مهمتي لتشهد على حدث بارز ، وفعلا رافقته إلى منزل عامل إقليمتطوان وهناك حضرنا مع الشيخ الحاج خاطري ولد سيدي سعيد الجماني رئيس الجماعات القبائل الصحراوية الذي قدم البيعة للملك باسم القبائل الصحرواية حضرنا معه مأدبة غذاء التي أقيمت على شرفه .. ومن ثم كانت الزيارة إلى ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش بجبل العلم منطقة بني عروس... وعندما وصلنا إلى سفح الجبل لم تكن حينها الطريق معبدة كما هو اليوم ..فنزلنا من السيارات واحضروا لنا سيارات عسكرية هي التي أقلتنا وأقلت الوفد الرسمي إلى ضريح الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش ، ومن ثم إلى مدينة شفشاون بتنا هناك وبات فيها الحاج خاطري ومن ثم العودة إلى مدينة تطوان ثم عاد الحاج خاطري إلى الرباط.. أيام قليلة بعدها سيعلن الملك الراحل الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء ، ورغم أن والدي الإعلامي عبد السلام المرابط كان مندوبا للإذاعة الوطنية بتطوان .. إلا أنه حمل بنفسه كاميرة التلفزية والتي كانت ذات أشرطة يتم تحميضها خلافاً لكاميرات اليوم ، ووقف في أعلى ملعب ( لامبيكا ) بمنطقة سانية الرمل بتطوان حيث مكن التلفزة المغربية من تصوير متطوعي المسيرة الخضراء من بنات وأبناء ونساء ورجال وشيوخ تطوان من تطوعوا للمسيرة الخضراء حين اجتمعوا في ملعب لامبيكا ..ومن ثم امتطوا الشاحنات والحافلات في ا تجاه مدينة طنجة ، وتابعهم والدي الإعلامي عبد السلام المرابط رحمه الله بتغطية إعلامية كبيرة سواء بالتصوير التلفزي وبتغطية إذاعية لكل من إذاعة طنجة والإذاعة المركزية بالرباط والتلفزة المغربية التي كانت فقط قناة واحدة ، ووصل مع ركب المسيرة الخضراء إلى ثكنة القوات المسلحة الملكية بطنجة ، هناك سيلتقي متطوعوا مدينة تطوان ومتطوعوا مدينة طنجة ويلتحمون ويتجهون نحو محطة القطار القديمة بطنجة بجوار الميناء القديم ومن ثم إلى طرفاية فالصحراء المغربية، وتحررت الصحراء إلا أن الحاج الخاطري كان قد ترك أسرته بالصحراء وفر من الإسبان وقدم البيعة للملك وبعد تحرير الصحراء ، الحثالة من البوليساريو احتجزوا زوجته الشريفة سكينة بنت اللود .. وكان يود أن يلتقي بها .. وانتظرها سنين وفرحة تحرير الصحراء والراية المغربية فوق ترابها تصنع له امل اللقاء ، وفارق الحاج خاطري ولد سيدي سعيد الجماني الحياة .... وعادت زوجته بعد موته من سجون الإحتجاز .. سنها يفوق الثمانون ومن التعذيب عادت كفيفة ... لكنها تفتخر بوطنية زوجها ووطنيتها ..كما أفتخر بوالدي الإعلامي المرحوم عبد السلام المرابط ووالدتي رفيقة دربه الشريفة للامليكة المساوي رحمهما الله وحفظ هذا البلد الأمين وحفظ ملكه وشعبه بما حفظ به الذكر الحكيم .