أمام كل فاجعة متداخلة الأطراف نرزأ فيها بخسائر بشرية للمواطنين بهذا السبب أو ذاك، نمنّي النفس بخروج إعلامي مستعجل لمسؤولينا يعلنون فيه استقالاتهم ( الفردية أو الجماعية) و تحملهم المسؤولية كاملة عما حدث بكل شجاعة سياسية على غرار الحكومات التي تحترم مواطنيها وناخبيها، ولكن العكس هو الذي يحدث، فلا تسمع إلا السعي الحثيث للتبرئة من كل مسؤولية عن الفاجعة، وكلما اتُّهمت جهة بالتقصير انهالت على الجهة المتهِمة في الحين وعلى عجل بترسانة من التهم المضادة وكأنها دبرتها بليل سهرته لتحضيرها، ناسية أو متناسية أن تبادل التهم هو اعتراف جماعي بالفشل الذريع في تدبير الشأن العام. إن فاجعة تزيرت بتارودانت ستفتح لا محالة من جديد الباب على مصراعيه - من بين ما ستفتح - لملف ملاعب القرب البعيدة!! التي تنعم بها أحياء دون أخرى وقرى دون أخواتها، وإن استفادت فواقع الحال غني عن كل مقال وجدال بين المجانية المفترضة المفقودة والأداء المهيمِن المفروض الذي أرهق جيوب الآباء المرهقَة أصلا، مما يلجئ الشباب إلى تكسير روتين يومه من جهة ومن جهة أخرى إلى الرغبة الحثيثة في تفجير طاقاته وصقل مواهبه حيثما اتفِق !! أراد شباب دوار تيزرت بإقليم تارودانت صناعة الفرح ورسم البسمة على شفاه الصغار والكبار بمباراة نهائية في معشوقة الجماهير بين دواريْن ففاجأهم القدر - ولا راد لقضاء الله وقدره - بسيول جارفة مفاجئة - سيسال حولها مداد كثير - لا تبقي ولا تذر فأحيل الفرح ترحا.. آجركم الله في مصيبتكم إخوتنا الكرام وأخلفكم خيرا منها وإنا لله وإنا إليه راجعون.. وهدى الله تعالى مسؤولينا للاستقالة - على الأقل - بعد كل فاجعة لهم فيها اليد الطولى لحفظ " ماء الوجه " عوض هذا العضّ المرَضي على الكراسي والامتيازات بالنواجذ مهما كلف ذلك من ثمن.