يوم الخميس 01 ذو القعدة 1440 موافق 04 يوليوز 2019 كانت فضاء الفتح للتربية والتنمية في شخص رئيسها السابق الحبيب عكي،ضيفا على الإذاعة الأمازيغية في حوار حول المخيمات الصيفية،من 17.00 إلى 18.00 في برنامج "تيفيراز ننبدو" أو "علامات أو بوادر الصيف"،للزميل والإذاعي المقتدر سعيد حسني،حوار كان بالأمازيغية طبعا وأحاول هنا ترجمة مجمله وبعض تفاصيله: سؤال1: الأستاذ الحبيب باعتباركم رئيس جمعية فضاء الفتح للتربية والتخييم،وهي جمعية تهتم بالتخييم لسنوات وسنوات،هل لكم أن تعرفوا المستمعين الكرام بالبرنامج الوطني للتخييم "عطلة للجميع" ومشاركة جمعيتكم فيه هذه السنة؟ جواب1: بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،في البداية أشكرك السيد سعيد حسني على برنامجك الجيد هذا وعلى دعوتنا للمشاركة فيه،وأشكر ضيوفك ومستمعيك الكرام،والحمد لله على سلامة كل الأطفال والجمعيات التي وصلت إلى مخيماتها للمرحلة الأولى،ونتمنى أن يمر الموسم كالعادة في صحة وسلامة ومتعة وإفادة. أما بخصوص سؤالكم،فقد دأبت وزارة الشباب والرياضة وشركائها على تنظيم برنامجها الوطني للتخييم "عطلة للجميع"،وهو برنامج سنوي بأعداد كبيرة وصلت اليوم إلى 270 ألف مستفيد ومستفيدة،تشارك في تأطيرها الجامعة الوطنية للتخييم والجمعيات بمختلف فئاتها الوطنية ومتعددة الفروع والجهوية والمحلية والشبيبات الحزبية،في مخيمات متعددة حضرية قارة وشاطئية وجبلية وعلى 5 مراحل بمعدل 12 يوم في كل مرحلة وتمتد الصيف كله من 2 يوليوز إلى 2 شتنبر،شعار السنة:"المخيم متعة وتعلم"حول اتفاقية حقوق الطفل.وجمعيتنا فضاء الفتح للتربية والتنمية التي كنت رئيسها السابق واليوم أتشرف بنيابة رئيسها،هي جمعية وطنية خاصة في مناطق الجنوب الشرقي وتساهم في هذه العملية بتخييم أبناء الواحات والمناطق النائية في الرشيدية وأرفود والريصاني وتنجداد والريش وميدلت وزايدا وخنيفرة..مكناسوالبيضاء وغيرها،وقد حصلنا هذه السنة على 600 مقعد في المرحلتين الثانية ب"رأس الماء" بإفران والرابعة في "أركمان" بالناظور..ونبحث عن فضاءات خاصة لمراحل وأعداد أخرى إن شاء الله. سؤال 2: السي الحبيب تعرف حجم الفراغ الذي يعاني منه الأطفال في الصيف،والمخيم ولاشك يملؤ بعض هذا الفراغ،ولكن حتى نشجع الآباء على إرسال أبنائهم،هل لك أن تقول لنا ولهم ماذا يمكن أن يستفيد الأطفال في المخيمات؟ جواب 2: الحقيقة أن الأطفال يستفيدون من المخيم غاية الاستفادة،فبعد سنة كاملة من عناء الدراسة،المخيم فرصة للاستراحة والاستجمام وتجديد الطاقة،فرصة للابتعاد عن الأسرة وقبلها الشارع والاعتماد على النفس في تنظيم وتدبير الأمور الذاتية..فرصة للتعايش مع الآخرين والاندماج في الجماعة..تعلم المهارات اليدوية والتعبيرية والمشاركة في الخدمات..الأناشيد والألعاب..المشاركة في الأنشطة الحس حركية عبر الورشات والمسابقات والسهرات والدوريات،اكتشاف العديد من المناطق الخلابة عبر الخرجات والرحلات..الاستمتاع بالبحر والسباحة والطبيعة الجبلية..،وكل هذا بأسلوب المتعة والتربية المحبب إلى الأطفال والذي يكون شخصيتهم في تكامل ربما مع الأسرة والمدرسة وغيرها من مؤسسات التنشئة الاجتماعية لكن بقيمة مضافة هي الثقة في النفس والانفتاح والمعرفة والرعاية وتكوين الشخصية وتعلم الكثير من القيم والأخلاق والتربية على المواطنة والسلوك المدني بالإبداع والإمتاع. سؤال 3: السي الحبيب كما تعرفون أن الأطفال في العالم القروي لا يزالون في كثرتهم محرومون من حظهم من المخيمات،في غياب دور الشباب وغياب الجمعيات المهتمة وغياب وغياب..فكيف يمكن في نظركم نشر هذه الثقافة في العالم القروي وكيف يمكن لطفل في هذه المناطق أن يستفيد من المخيم؟؟. جواب 3: في الحقيقة إشكاليات التخييم في العالم القروي والمناطق النائية إشكاليات كبيرة ولابد لكل المعنيين أن يأخذوها بعين الاعتبار ويجعلوها في سياساتهم وبرامجهم من الأولويات،لأن كل أطفال المغرب أطفالنا وسواسية،وعهد العولمة والتواصل الاجتماعي يروج للحيف ونحن نرفع شعار العدالة الاجتماعية والإنصاف وجبر الضرر الذي لا يزال قائما في هذه العوالم،دور الشباب والمراكز الثقافية من المهم أن تكون في العالم القروي كما في العالم الحضري بالعدد الكافي،الجمعيات هي فعلا موجودة في العالم القروي ولكنها تهتم بالأساس بالتنمية ومحو الأمية والبيئة والرياضة..وينبغي في اعتقادي أن تضيف العمل التربوي والاهتمام بالطفل إلى اهتمامها لأن تنمية الإنسان هي الأس والأساس قبل تنمية العمران على أهميتها.ثم المخيم هو تتويج للموسم التربوي حيث يعتاد فيه الأطفال على العديد من الأنشطة من الصبحيات والأمسيات والمسابقات والرحلات والدوريات..وكل هذا يشيع ثقافة التربية والتخييم في أوساطها،ثم في العالم القروي يمكن البداية بمخيمات القرب و المخيمات الحضرية على ضوء بعض المواسم المحلية أو أيام محورية حافلة على ضوء الأسواق الأسبوعية،وقد كانت الوزارة في العمل المباشر قديما تأتي ب"كوطة" معينة من الأطفال إلى المخيم من المدارس القروية والمداشر النائية و يمكن إحياء ذلك أيضا وبمعايير،على أي الجمعيات تمارس أنشطتها وتعلن عن مخيماتها في دور الشباب ومواقع التواصل الاجتماعي،وينبغي للأطفال والآباء السؤال عن هذا بعد اختيار الجمعية التي تناسبهم حسب برامجها ومؤطريها وسمعتها وتجربتها..وكذلك التكلفة المادية للتنقل إلى المخيم ذهابا وإيابا..تكلفة تبقى في نظري هي الإشكال الحقيقي للمخيمات في العالم القروي ما لم تتدخل الوزارة أو غيرها للتخفيف من قيمتها 600 أو 800 درهم من الجنوب الشرقي إلى مخيم في طنجة أو أكادير كلها للحافلة فقط،ناهيك عن مصاريف أخرى للجيب ولدعم المرحلة وللبذلة،وهي تكلفة فوق طاقة الأسر ومستوى عيشها،لا تتيح لهم إرسال أكثر من طفل من نفس الأسرة؟؟.
سؤال 4: الحقيقة السي الحبيب هناك بعض الآباء يترددون ويتخوفون في إرسال أبنائهم إلى المخيمات رغم توفر الظروف ورغبتهم في خوض التجربة،يتخوفون من ناحية النظافة..الأكل..المعاملة..،فبماذا يمكن أن نطمئن هؤلاء؟ جواب4 : في الحقيقة هذه تخوفات مبالغ فيها ولا داعي لها،ولو كانت حقيقية ما وجدنا العديد من الأطفال يذهبون إلى المخيم كل سنة وربما مرحلتين أو ثلاثة في نفس السنة،بمعنى أنهم لا يعانون من شيء؟؟،لا داعي للخوف سواء فيما يخص سلامة الطفل الجسدية والنفسية..وثائق وحافلات نقل الأطفال..من ناحية التغذية..السليمة والمتكاملة الكافية والمتنوعة..وحسب الأنشطة المبرمجة..فالجمعيات تضع برامجها في هذا الصدد ولهذا الغرض..والوزارة في شخص موظفيها تراقب كل شيء..وهي بمثابة أولياء الأمور في المخيم..وبمثابة الهيئات الحقوقية..تحرص على سلامة الطفل وتتدخل عند الضرورة وفق القوانين والمذكرات..وفي جل المخيمات هناك مقتصد خبير..ممون يرقى بالخدمات..هناك ممرض أو طبيب للسهر على النظافة والصحة..هناك حراسة ليلية وسلطات أمنية..هناك القيادة المحلية تأخذ المعلومات وتعرض الخدمات..هناك زيارات تفقدية ميدانية للوزارة للجامعة للمهتمين لشركاء آخرين للوقوف على سير الأمور،هناك الوزارة والجمعيات تقوم بالتكاوين اللازمة والتكميلية للمؤطرين لتأهيلهم والرقي بهم سواء في مجال فهم المخيم وأنشطته أومجال فهم التعامل مع الأطفال بكل سلاسة ؟. سؤال 5: كيف يمر يوم في المخيم؟ جواب 5 : هي في الحقيقة أيام وليس يوم واحد،وكل يوم له طبيعته وخصوصيته ،يوم الاستقبال ويوم الوداع،وبينهما يوم اللعبة الكبرى ويوم برلمان الطفل ويوم الاستحمام ويوم الخرجة ويوم..ويوم..،وكل الأيام هناك المشترك فيما بينها "البرنامج القار"وهناك المتنوع بينها حسب "البرنامج العام"،وعموما في كل الأيام يستيقظ الجميع صباحا على الساعة 08.00 وبعد النظافة والصلاة لمن لم يصلي..بعدها يقومون بتنشيط رياضي خفيف..تجمع الصباح..تحية العلم..أناشيد الصباح..وتناول وجبة الفطور..مصالح خاصة لترتيب الخيام..ومصالح عامة لتنظيف وتزيين المخيم ..بعدها أنشطة الصباح في الشاطىء تكون السباحة في الغالب..وفي الجبل ورشات و محاور علمية..وقت حر في الظهيرة..صلاة..تجمع وأناشيد..وجبة الغذاء..استراحة وقيلولة..تجمع المساء..نشاط المساء..والذي يكون عبارة عن معامل تربوية أو مسابقات رياضية أو ورشات إبداعية في أندية وفضاءات..تنشيط تربوي..لمجة..وقت حر..صلاة..تجمع المساء..تحية العلم وأناشيد المساء..وجبة العشاء..سهرة المساء وهي أنواع متعددة وفي كل يوم سهرة..سهرة تعارف..مواهب..ألعاب وأناشيد..فرق وجماعات..سهرة ثقافية..تعبيرية..قرآنية..تضامنية..إلى حوالي الساعة 23.00 إطفاء الأضواء والخلود إلى النوم بعد يوم حافل متنوع وتجدد على مدار المرحلة.
سؤال6 : السي الحبيب نسمع كثيرا عن بعض التطويرات التي تقع اليوم في المخيمات في ما يخص التكوين..فيما يخص تعميم الممون على كل المخيمات..وفي نفس الوقت احتجاج بعض الجمعيات على أوضاع المخيمات..ما حجم هذه التغييرات وما أهميتها في تطوير المخيمات الصيفية في بلادنا؟ جواب 6: في الحقيقة هناك مجهود جبار تبذله الوزارة الوصية والأطراف المعنية،من أجل تنمية المخيمات وتجويد خدماتها..خاصة التجديد الذي وقع هذه السنة في ما يخص مسألة تكوين المؤطرين والذي يروم الرفع من المستوى وإغناء الرصيد المعرفي والتجريبي للمؤطر،مسألة الهيكلة التي تمر اليوم من الجامعة الوطنية للتخييم إلى الجامعات الجهوية فروعا لها لمواكبة الجهوية الموسعة،مسألة تنويع العرض الوطني للتخييم من المخيمات الحضرية والقرب إلى المخيمات القارة الجبلية والشاطئية إلى مخيمات اليافعين والشباب و جامعات الشباب والدورات التكوينية للجمعيات..مسألة تجديد بعض المخيمات وفق معايير الجودة ومسألة تعميم الممون على جل المخيمات،وبالأخص وبالأخص ما قامت به الوزارة هذه السنة مشكورة من رقمنة البرنامج بكل تفاصيله حيث فتحت بوابة إلكترونية فيها تمت كل العمليات من تسجيل الجمعيات وطلباتها ومعلوماتها وفروعها والإعلان عن حصصها وفضاءاتها و مراحلها ورخص قبولها حتى،وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح وفيها مزيدا من الشفافية والضبط والتقليل مما هو معروف عن المجال من البيروقراطية والحزبية والزبونية والسمسرة..؟؟،لكن ..لكن..في اعتقادي كل هذا لا يحل الإشكالات الحقيقية والعميقة للمخيمات،لذا فالحاجة إلى جهود أعمق وأشمل وأسرع لا تزال قائمة؟؟،فمثلا مسألة العدد 250 ألف طفل وهو رقم كبير ولاشك ولكن كم يمثل من عدد الأطفال المغاربة الذين هم في سن التخييم وقد تجاوز حوالي 6 ملايين طفل؟؟.إلى أي حد تتمكن الوزارة من الاستجابة إلى طلبات الجمعيات المتزايدة..لا من حيث الأعداد ولا من حيث الفضاءات ولا من حيث المراحل،هناك إشكال حقيقي طلب مرتفع جدا وعرض هزيل وهزيل جدا؟؟.أضف إلى ذلك أن ما تحصل عليه الجمعية من عدد مقاعد هزيل ف 60% من فضاءاته فقط تمنحه الوزارة و 40% على الجمعية أن تبحث عنه في فضاء خاص وبمسطرة معقدة وأنى لها؟؟.أضف إلى ذلك مسألة المنحة و مشاكل الممونين الذين لا تعرف الجمعيات دفتر تحملاتهم وليس لها عليهم سلطان مما يفتح باب التلاعب الخفي والمعلن،وكذلك تكلفة التنقل من المناطق البعيدة إلى المخيمات الشاطئية في السعيدية و البيضاء أو طنجة و أكادير مثلا،والتي لا تزال جد مرتفعة بين 600 و800 درهم للمقعد الواحد في الحافلة فوق مصروف الجيب للطفل ومبلغ المشاركة للجمعية والبذلة ودعم التغذية والأدوات والخرجات،وهو مبلغ فوق مستوى عيش الأسر في هذه المناطق النائية مما يجعل المخيمات بهذا الشكل مسألة حظوة وامتياز وليس خدمة عمومية وحق من حقوق الطفل في متناول الجميع؟؟. سؤال 7: الآن السي الحبيب ونحن نقترب من عمر البرنامج،إذا سمحت في كلمة أخيرة،بعض المقترحات لتنمية وتطوير المخيمات وإشاعة ثقافتها وتشجيع الآباء في العالم القروي خاصة على إرسال أبنائهم إلى المخيمات الصيفية وهي من حقهم والأفضل لهم؟ جواب 7: في الحقيقة،المخيمات الصيفية هي مدرسة وطنية للتنشئة الاجتماعية،تاريخها يشهد على مساهمتها الفعالة في التربية على القيم والمواطنة والسلوك المدني،هي في الحقيقة كما يقال جامعة شعبية تخرج منها وبشرف العديد من المقاومين الوطنيين والمناضلين المدنيين و رجال الدولة الأكفاء،ولا تزال الحاجة إليها ماسة وهي ليست لا متجاوزة ولا مستغنى عنها،لذا ينبغي أن نبذل جهودا حقيقية وجماعية وكل من جهته لتنمية وتطوير هذه المخيمات و جعل التخييم خدمة عمومية وحقا من حقوق الطفل يحظى بالأولوية والجدية في السياسة الحكومية وبرامج جميع الفاعلين، سياسة وبرامج تعمل على فتح مخيمات جديدة لا غلقها ولا خوصصتها كما يقع اليوم مع الأسف في ..وفي..وفي..،لابد من الشفافية والدمقرطة والقطع القاطع مع التلاعب والسمسرة في أي جانب من جوانب العملية،من الطلبات إلى الفضاءات إلى الأعداد إلى المراحل ..إلى..إلى..إلى..،لابد من رفع قدر المنحة مقارنة مع منح المخيمات في القطاع الخاص،والتخفيض من تكلفة التنقل في المناطق البعيدة كالجنوب الشرقي،ولابد من تدخل المجالس الترابية في هذا الصدد،المجالس الجهوية والإقليمية والجماعية والقروية؟؟.وأخيرا،أرجو كثرة الجمعيات المهتمة بالتخييم والائتلاف فيما بينها حتى تستطيع التعاون والترافع في المجال المدني والتخييمي عموما،وحول حصة أطفال جهة درعة تافيلالت وغيرها من الجهات أعدادا وفضاءات ومراحل،وهي أمور وطنية تربوية وتنموية أساسية تطالب اليوم الجميع بذلك؟؟. وشكرا والله الموفق.