تشكل ظاهرة اشتغال عدد غير يسيرمن النساء المغربيات ، خادمات بيوت في مدينة سبتةالمحتلة ، حقيقة يجب الانتباه إليها من طرف الجهات المسؤولة ، لأنها تشير إلى وجود ارتسامات سيئة ومقلقة في الواقع الاقتصادي والاجتماعي ، لما تثيره من قلاقل واضطرابات تطال كل ميادين المجتمع من قانون واقتصاد وأخلاق. وكدليل على ذلك هو ما حدث يوم الأربعاء 12 / 12 / 2018 من احتجاج قوي في باب سبتة من طرف المشتغلات في بيوت الأجانب بالمدينةالمحتلة ، على الموقف الحاد والخطير الذي تبديه القوى الأمنية المسؤولة بمعبر باب سبتة من الجانبين المغربي والاسباني ضدهن ، وهو موقف يصعب تداركه وتقييمه ومواجهته بالأساليب المرضية ، حيث أن الأمر يبدو صعبا على الفهم ، وينذر بحدوث الأسوأ ، إن لم يتم تداركه ، يتعلق الأمر بالاجراءات الغير الطبيعية التي اتخذتها القوى الأمنية ( المغربية الاسبانية ) المتعلقة بمنع دخول المشتغلات في البيوت وحرمانهن من مصدر رزقهن ومما يأملنه من تحصيل للرزق والأجر لضمان العيش المتواضع ، مما أدى إلى تجمع قرابة 3000 شخص أمام المعبر الحدودي ووسط موجات الاحتجاج لما فيهم المتبضعين والمهربين والزائرين على حد سواء بسبب هذا الاجراء الغير الطبيعي ، المبني على سوء التدبير ، قوامه الاجحاف ، والمعاملة القاسية ، والظلم . كما سجلت جريدة تطوان بلوس الاخبارية عن قرب ،اختناق حركة مرور السيارات نحو المدينةالمحتلة ، وجمود الحركة أيضا بالنسبة للوافدين إلى المغرب ، و سجلت الجريدة كذلك دخول النساء خادمات البيوت في عملية احتجاج تصاعدية ، واعتصام أمام باب الدخول إلى مدينة سبتة ، حيث أدى الأمر إلى إغلاق الدخول والخروج في كلتا الجانبين ، فلم يعد بالامكان لأي داخل أوخارج أخذ مساره الاعتيادي ، فتم منع كل من يحاول الخروج والعبور إلى الجانب الآخر بين مدينة سبتة والأرض المغربية ، إلى أن تدخلت عناصر من القوات المساعدة للعمل على تفريق المحتجين ، أملا في ضبط الأمور، لكن محاولاتهم اليائسة أفضت إلى التصعيد ، نتج عنه حدوث إصابات في صفوف المجتمعات ، حتى استدعى الأمر في بعض الحالات حضور سيارة الاسعاف حتى تلقين علاجات سريعة وسليمة ، كما سجلت الجريدة اندفاع عن طائش ، حيث أن إحدى السيارات ، سائقها ومالكها ينحدر من أصول سبتوية ، مرقت بشكل جنوني وسط جمهرة المحتجين ، فكانت الشبهة أنها داست فتاة في ريعان شبابها ، مما أدى إلى إصابتها بأضرار جسدية ، كان من مظاهرها حدوث إغماء وفقدان الوعي ، جراء هذا الدوس ، ومن الوارد أن يكون قد حدث كسور في رجليها ، في حين تعرض هذا السائق إلى حدوث انكسارات في سيارته ، لا سيما الواقيتي الأمامية والخلفية ، كان بطلها المتجمهرين الذين عمدوا إلى إلحاق الحجارة واستعمال كل ما هو في متناول أيديهم ، انتقاما من طيش هذا السائق وجرأته في تصريف الاستفزاز ضدهم ، حيث مرت السيارة المعنية اتجاه مدينة الفنيدق بسرعة جنونية ، ولا زالت تلوذ حتى الآن بالفرار ، لا يعرف أحدا من المتجمهرين مآلها ، ومن المحتمل جدا أن يكون هذا السائق بسيارته قد تعرض لالقاء القبض عليه في مدينة الفنيدق . ويكون من واجبنا الاعلامي أن ننبه عن التداعيات الخطيرة والحادة ، المترتبة عن سد الباب في وجه المواطنين المغاربة العابرين إلى مدينة سبتةالمحتلة ، التي تتمضهر في الفشل والاحباط في الولوج إلى مدينة لا زال جمهور غفير من المغاربة يحلمون بانتزاعها من مخالب المستعمر الغاشم ، أملا في عودتها إلى أن تصبح تحت الشرعية الوطنية المغربية . وقد سبق لجريدتنا تطوان بلوس الاخبارية أن نبهت بحرقة ، وأشارت في العديد من مواضيعها إلى الاضطراب الشديد الذي يجثم على معبر باب سبتةالمحتلة ، لعله أن تكون هناك آذان صاغية ، وعيون ناضرة ، وقلوب فاهمة ، حتى يتم الاستجابة لحقيقة الوضع السائد بباب سبتة ، وإيجاد الحلول المناسبة له ، ولا سيما أن الأمر ليس معادلة اقتصادية أورياضية ، بل هو شأن إنساني تأبى الموافقة عليه كل الضمائر الشريفة . لكن الجدير بالاهتمام والمثير للانتباه هو موقف الحكومة العثمانية من هذا الوضع ، حيث أنها لم تحرك ساكنا ، ولم تنطق ببث شفة ، ولم تبد موقفا واضحا ، مما يستدعي طرح العديد من الأسئلة ، منها التساؤل التالي : وهو ماذا وراء هذا السكوت الثلجي ؟. وما هي خلفياته ؟. وما هي تطورات القضية ؟. فهل هو صمت القبول والرضا ؟. أم الحيرة والتفكر . ولكن الواجب القيام به هو التدخل المسؤول والايجابي الذي يهمنا جميعا كأفراد ننتمي إلى عائلة الانسانية .