وصلت الأوضاع بمعبر باب سبتةالمحتلة الحد الأقصى من المشاهد البئيسة ، حيث أصبح إزهاق الروح الانسانية، أمر يحدث في أدنى رمش عين ، وهكذا تصلنا الأخبار الصادمة يوميا عن مأساة هذا المعبر ، وكأننا نعيش في ظل واقع أصح ما يمكن تشبيهه به، هو ما يرد إلى أسماعنا وعيوننا، لما يحدث في بقاع عربية ، فالأمر هو كارثة حقيقية، ونار ستشتعل، ولن نجد من يطفئها . وحتى يكون حديثنا أشد واقعية، وبعيدا عن أي زخرف لغوي، أوفصاحة جميلة ، سنتطرق بدقة، وتحليل علمي رصين، إلى ما تشهده الأوضاع في باب سبتة ، حيث أغلب الآراء في أوساط المتبضعين الراجلين، تؤكد على أن المعبر ترخال 2 غير ملائم للمرور و بكل المقاييس ، حيث يصفونه بأبشع الأوصاف ، ويعتبرونه مقبرة للأحياء، وينعتونه بنفق الموت المجاني ، حيث تتناهى إلى أسماعنا عن وقوع خسائر بشرية ، وفقدان أغلى ما عند الله .ففي 23 مارس سجل التاريخ وفاة إحدى المتبضعات ، البالغة بضع وعشرون سنة من عمرها ، أم لطفلة ، فارقت الحياة بسبب الممارسات الهوجاء التي يعتمدها الحرس المدني الاسباني، في ظل الظروف الشنيعة لدى معبر ترخال 2 ، حيث يعمد الأمن الاسباني إلى فتح باب الدخول في الساعة السادسة ونصف صباحا ، تستغرق حوالي نصف ساعة ، ثم يتم إقفال الباب ريثما تتمكن الفئة التي دخلت من حمل رزمتها ( البورطو،) والتي لا يتجاوز عددها 150 حمالا. ففي تلك اللحظة الحرجة، يكون فيها النفق مملوء عن آخره بحشود بشرية . ما يؤدي إلى تعريضهم لكل أصناف التعذيب، والشقاء، والمعاناة، والاحتقان، والاندفاعات المترافية الأطراف ، القوي يفرس الضعيف، والحرس المدني الاسباني يقف موقف المتفرج خلف الزجاج ، ويتهكم بسخرية عن المشاهد البئيسة . وبالرغم من المجهودات التي تبذلها شرطة باب سبتة بتعزيزها بعناصر من القوات المساعدة بهدف تنظيم وحماية المواطنين ، لكن ذلك لا يصل إلى مبتغاه ولن تتمكن من السيطرة على الوضع ، فتحدث إغماءات وانكسارات وفقدان للوعي في صفوف العابرين وتتحرك سيارة الاسعاف لنقل المصابين إلى مستشفى الفنيدق . كما سجل التاريخ يوم الاثنين 4 أبريل من السنة الجارية، حدوث ثلاث حالات إغماء حاد وفقدان للوعي، نقلوا إثره إلى المستشفى لتقلي العلاجات الضرورية . ولا زال استفحال الوضع في تزايد ينبئ عن مأساة حقيقية تنهش في جسد المعبر والمارين به .وقد سبق لجريدة تطوان بلوس الاخبارية أن نبهت إلى خطورة ما يجري من فوضى وانفلات، أمام عجز حقيقي للسلطات والمسؤولين عن تدبيبر العبور ، إلى أي حد سيستمر الوضع على ماهو عليه ؟ . أما على مستوى السيارات فالكارثة أبشع وأفظع مما يحدث في أوساط الراجلين، حيث لجأت سلطات الفنيدق مؤخرا إلى تفعيل خطة عمل جديدة لحل مشكل المرور ، تمثلت في بناء سياج إسمنتي، يفصل بين الذهاب والإياب في الجزء الممتد بين الفنيدق وباب سبتة ، تفاديا للفوضى ، حتى تستقيم حركة المرور، ويستتب الأمن، ويعود النهر إلى مجراه الطبيعي . وبين تجاذب للحبال بين شرطة باب سبتة والحرس المدني الاسباني ، لا نرى بصيص نور واحد ، فما الذي ستؤول إليه الأمور ياترى ؟ فما أن يدق ناقوس الساعة السادسة ونصف صباحا حتى ينفرج الباب على مصراعيه ويبدو العبور إلى مدينة سبتة من القطبين المغربي والاسباني ، يستمر حوالي نصف ساعة أو ساعة كاملة ، يعمد الأمن الاسباني إلى إرغام جل السيارات على العودة من حيث أتت ، ليحطم مطامحها الاسترزاقية ، فيترتب عن هذا السلوك إحداث شلل حقيقي وتوقف حاد عن الحركة والسير، فتتبخر كل المجهودات التي تبذلها شرطة الفنيدق في تنظيم حركة المرور . وعند اطلاع جريدة تطوان بلوس علىحقائق ومجريات الأمور ومعاينة الوقائع والأحداث عن قرب وبعد، اتضح التنامي المستمر، والتزايد المتكاثر في الاستنكار والاحتجاج في أوساط العابرين والمتبضعين حول سلوكات الشرطة الاسبانية وطبيعتها الهوجاء والغير الانسانية في تعريض المواطنين لكل صنوف التعذيب والشقاء والمعانات والاحتقان والمرارة ، وحتى الفئة المحظوظة التي أسعفها الحظ، لدخول مدينة سبتة السليبة، هي الأخرى التي تعاني الويلات عند رغبتها في الخروج ، حيث يمارس عليها الحرس المدني الاسباني ظغوطات قوية ، يرغمها على العودة إلى السوق المركزي ، ويسجل غرامات جزافية على بعضها تتراوح قيمتها ما بين 40 أو 100 أو 200 أرو للسيارة الواحدة، بذريعة عثورهم على بضائع داخل المقاعد الخلفية للسيارة ، يستمر على هذه الحال، حتى الساعة السابعة ليلا، ثم يشرع في تنفيذ مخطط آخر، يتجلى في إرغام السيارت الباقية على المبيت في فضاءات سبتةالمحتلة ، وفي جوف الليل، تبدأ معاناة أخرى ، حيث يتعرضون إلى هجومات عنيفة، بلا رحمة، ولا شفقة من طرف مدمني حي برنسبي الفونسو ، مدججين بالأسلحة النارية والسيوف ، يسلبونهم ما بحوزتهم من مال وأمتعة ثمينة كالهواتف النقالة وغيرها ، يحدث هذا أمام أعين الحرس المدني والشرطة الاسبانية بسبتةالمحتلة . هذا يدل على أن هناك حصارا شديدا ملقى على ممتهني التهريب المعاشي من ذوي الأصول والقريبين للمناطق الشمالية . هذا في الوقت الذي يتم فيه إفساح المجال لسكان سبتةالمحتلة ولكل من يحمل لوحة السيارة أجنبية، يشتغلون في نقل التهريب ، يخصصون لهم معبرا خاصا بهم ، مع العلم أنهم يستفيدون من إعانة شهرية من طرف الحكومة الاسبانية تنظاف إلى الأرباح التي تدرها عليهم مهنة التهريب . وهذا في الحقيقة يدل على روح سلبية ، تستدعي نعتها بالعنصرية ، كما توصلت الجريدة بأخبار تفيد أن بعض المسؤولين بباب سبتة اتنشرت بينهم ظاهرة أرسطوقراطية، كاريكاتورية، تنبئ عن حقيقة أن كل واحد منهم أصبح يملك على الأقل أربعة أو خمسة سيارات تستغل في نقل التهريب ، خصصوا لها سائقين ، ويسهلون عليها عمليات الدخول والخروج في وضعية آمنة . هذا في الوقت الذي نجد فيه السلطات المركزية تدير ظهرها وتتجاهل ما يحدث ويدور من ظواهر سلبية انتشرت بحدة في هذه الأوساط السلطوية ، بحجة أن الشأن المقرر،هو منع ونزع كل من لم يتوفر على البطاقة الرمادية للسيارة في إسمه ، لكن هذا القرار ظل يتأرجح بين التييد والتحفظ في الأوساط السلطوية بباب سبتة، فلا يزال معلقا .لأنه في الحقيقة يضرب مصالح عناصر سلطوية وجمركية بباب سبتةالمحتلة .هذا غيض من فيض . ولنا عودة في الموضوع .