توصل رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد الراخا، يوم 6 مارس 2018، بجواب المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، أودري أزولاي، على رسالة تهنئة مع اقتراح أجوبة لحل مشكلة التعليم في المغرب ودول "تامزغا"، كان قد بعثها لها بمناسبة تعيينها خلال المؤتمر العام في دورته التاسعة والثلاثين، مديرة عامة جديدة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو). وبعد الشكر على التهنئة التي تقدم بها رئيس التجمع العالمي الأمازيغي للمديرة الجديدة لمنظمة اليونسكو، أكدت رسالتها الموقعة من طرف نائبها، فيرمين متاكو، على أهمية الملاحظات التي سجلها بشأن التعليم، خاصة في شمال إفريقيا والمغرب. وذكر متاكو المشرف على قطاع التعليم بمنظمة اليونسكو، بمضمون رسالة التجمع العالمي الأمازيغي، والتي تسلط الضوء على الصعوبات المتعلقة بالتعليم الذي لا يلبي احتياجات الشباب، بسبب استخدامه لغة تعليمية مختلفة عن لغتهم الأم، "الأمازيغية والدارجة بالنسبة للمغرب". وأضافت رسالة مديرة اليونسكو، أنه فيما يتعلق بمشكلة التعليم بشكل عام، "تساعد اليونسكو الدول الأعضاء في إيجاد الحلول المناسبة للتحديات الرئيسية للتعليم، مثل الهدر المدرسة والإقصاء الاجتماعي...، وبالتالي فإن المنظمة تولي أهمية كبيرة للشباب، وتساعدهم على تجنب الوقوع في الانحراف، والبطالة والتطرف". وتهدف الأنشطة الشاملة، تضيف الرسالة، مثل التربية على المواطنة العالمية إلى جعل التعليم أكثر ملاءمة، من خلال التركيز على الأبعاد غير المعرفية والاجتماعية-العاطفية. "إنه تعليم يتيح للمتعلمين تطوير قيم مشتركة عالميا، والتصرف بمسؤولية تجاه التحديات المشتركة لمجتمعاتنا". وأوردت الرسالة، بالإضافة إلى ذلك، "يهدف منع التطرف العنيف من خلال التعليم (PVE-E) إلى وضع التدخلات والنهج التعليمية اللازمة لضمان النظم التعليمية التي تسهم بفعالية في منع العنف. فيما يتعلق بتشجيع استخدام تعليم اللغة الأم لشعوب إفريقيا، التي ليست العربية لغتها الأم، أكدت الرسالة أن هذه الوظيفة ترتبط بالاعتراف بالتنوع الثقافي واللغوي، وتطوه. "فقد ضاعفت اليونسكو جهودها في هذا المجال منذ الإعلان العالمي للتنوع الثقافي (2001)، وبالإضافة إلى ذلك، طورت المنظمة أيضا موارد لتنفيذ هذه المعايير الدولية". وفي هذا الإطار، تضيف الرسالة، "نظمت اليونسكو يومي 21 و22 فبراير 2018 أول دورة تدريبية حول كتيب "أكتب السلام" المكتوب بعدة لغات، وقد شاركت في هذه الورشة للكتابة بحرف تيفيناغ، أربعة عشر مدرسة ثانوية من أكاديمية الرباط - سلا - القنيطرة للتربية والتكوين". وكانت منطمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، قد أدرجت اللغة الأمازيغية ضمن اللغات التي تتضمنها شعاراتها الخاصة بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، لهذه السنة 2018، باعتباها إحدى اللغات الأم العريقة في العالم. وقد لوحظ إدراج بعض الكلمات الأمازيغية متكوبة بالحرف الأمازيغي "تيفيناغ"، في الشعارات والرسوم البيانية الصادرة عن المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم الذي يصادف 21 فبراير من كل سنة. وبالمناسبة أصدرت منظمة اليونسكو هذه السنة توصياتها إلى الحكومات بضرورة حفظ وتطوير كل الثراث اللغوي الإنساني المشترك، الملموس وغير المادي. وتشجيع المبادرات لدعم وتعزيز ونشر اللغات الأم والحفاظ على التنوع اللغوي في العالم وتطوير الوعي بأهمية الحفاظ على اللغات الأم للثقافة الإنسانية، من خلال التضامن المبني على التفاهم والتسامح والحوار ونشر السلام. ومن بين أهم التوصيات التي قدمتها المنظمة إلى الدول الأعضاء في هذا اليوم الدولي: تهيئة الظروف لبيئة اجتماعية وفكرية وإعلامية ذات طابع دولي تفضي إلى التعددية اللغوية، وأن تعزز الحكومات، من خلال التعليم المتعدد الغات، الوصول الديمقراطي إلى المعرفة لجميع المواطنين، أيا كانت لغتهم الأم، وبناء التعددية اللغوية؛ ووضع استراتيجيات لتحقيق هذه الأهداف. وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودرى أزولاى، فى رسالتها بمناسبة هذا اليوم "لا يمكن اعتبار اللغة مجرّد وسيلة للتواصل، فهى أهم من ذلك بكثير، إنها أساس إنسانيتنا، وهى الوعاء الذى يحفظ قيمنا ومعتقداتنا وهويتنا، وهي الوسيلة التي تتيح لنا نقل تجاربنا وتقاليدنا ومعارفنا، ويبين التنوع اللغوي الثراء اللامحدود لتصورات الإنسان وأساليب عيشه". وأضافت أزولاي في رسالة تلاها بمناسبة احتفال المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باليوم الدولي للغة الأم، كريم هنديلي، المسؤول عن برنامج ثقافة اليونسكو بالمغرب الكبير، أن اليونسكو تسعى إلى إحياء وصون هذا المكون الأساسي للتراث غير المادي للبشرية، "إذ تعمل منذ سنوات عديدة لبا كلل أو ملل من أجل الذود عن التنوع اللغوي وتعزيز التعليم المتعدد اللغات"، مضيفا "ويخص عمل المنظمة من أجل ذلك في المقام الأول اللغة الأم التي تساهم في تشكيل عقول الملايين من الشباب، والتي تندرج في عداد الوسائل الضرورية للاندماج في المجتمع البشري على الصعيد المحلي أولا ثم على الصعيد العالمي". وتضيف رسالة أزولاي "لذلك تدعم اليونسكو السياسات اللغوية الرامية إلى تعزيز وإعلاء شأن اللغة الأم ولغات السكان الأصليين، ولا سيما في البلدان المتعددة اللغات". مضيفة "وتوصي اليونسكو باستخدام لغة الأم ولغات السكان الأصليين في التعليم منذ بداية التعليم المدرسي، إذ يكون تعلم أي طفل بلغته الأم أفضل من تعلمه بأية لغة أخرى". "وتشجع اليونسكو على استخدام لغة الأم ولغات السكان الأصليين أيضا في الأماكن العامة، ولا سيما على شبكة الإنترنت حيث يجب تعميم التعدد اللغوي. وينبغي لجميع الأفراد، بغض النظر عن اللغة الأم أو اللغة الأولى لكل فرد، أن يتمكنوا من الانتفاع بالموارد المتاحة عبر شبكة الإنترنت، وكذلك من تشكيل مجموعات للتبادل والحوار عرب شبكة الإنترنت. ويندرج هذا الأمر حاليا في عداد قضايا التنمية المستدامة الكبرى التي تحتل مكان الصدارة في خطة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030" تضيف رسالة المديرة العامة لمنظمة اليونسكو. وتجدر الإشارة إلى أن التجمع العالمي الأمازيغي طالب في رسالته لمنظمة اليونسكو بتصنيف موقع "إيغود" الذي يضم رفات أقدم إنسان عاقل في العالم، تراثا عالميا. ويذكر أن بداية السنة الجارية عرفت صدور قرار لوزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج ووزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت في الجريدة الرسمية، بناء على القانون رقم 22.80 المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات، بتصنيف الموقع الأركيولوجي "أدرار ن إيغود" المتواجد ب إقليماليوسفية، نواحي مراكش، تراثا وطنيا وجب الحفاظ عليه وحمايته. وجاء في القرار الذي أصدره وزيري الثقافة والاتصال والداخلية في الجريدة الرسمية في عددها رقم 6635، أنه "لا يمكن القيام بأي أشغال إصلاح أو إبراز القيمة داخل منطقة الإدراج المحددة في رسم تصميمي إلا بترخيص من وزارة الثقافة والاتصال وتحت مراقبتها، كما أنه لا يمكن إحداث أي تغيير في المكونات التراثية للبناية أو في شكلها العام ما لم تعلم بذلك وزرة الثقافة والاتصال قبل التاريخ المقرر للشروع في الأعمال بستة أشهر على الأقل".