قررت مجموعة الجماعات الترابية لمنتزه “بوهاشم” الطبيعي، بإقليمشفشاون، الاستعانة بتجربة خبراء فرنسيين متخصصين في مجال المحميات الطبيعية، بهدف تأهيل البنيات التحتية لأكبر مجال طبيعي في شمال البلاد، وتطوير مرافقه وحدائقه ومنتزهاته الغابوية، وتعزيز بنيات الاستقبال من أجل جلب المستثمرين في القطاع السياحي، واستقطاب السياح المغاربة والأجانب إلى هذه الفضاءات الخلابة. جاء ذلك خلال لقاء دراسي انعقد صباح أول أمس الأربعاء، بدار “منتزه بوهاشم” في جماعة “الدردارة” بإقليمشفشاون، على هامش زيارة وفد فرنسي يضم مسؤولين كبار في إدارة منتزه “ليبيغون” بفرنسا، وبحضور القنصل الفرنسي بطنجة، “تيري فالاط”، إلى جانب مستثمرين في المجال النباتي والفلاحي، للوقوف على مؤهلات المنطقة ومقوماتها الثقافية والمادية. وقام الوفد المغربي والفرنسي بزيارات استطلاعية إلى عدة جماعات قروية، يقع المنتزه الطبيعي “بوهاشم” فوق مجالها الترابي، حيث تم الوقوف على أهم الموارد الطبيعية والمرافق السياحية التي تزخر بها المنطقة، مثل “المتحف الإيكولوجي” بجماعة الغدير، وورشات حرف الصناعة التقليدية بالمدينة العتيقة لمدينة شفشاون، ومعصرة إنتاج زيت الزيتون التقليدي التي تشتهر بها جماعة “تانقوب”، وتعاونيات إنتاج الفطر الغابوي في جماعة “الدردارة”. واعتبر عبد الحميد مصباح، رئيس مجموعة جماعات “بوهاشم”، أن توقيع اتفاقية شراكة مع منتزه “ليبيغون” الفرنسي، تهدف إلى الاطلاع على التجربة الفرنسية التي تمتد إلى أكثر من 40 سنة، حيث أصبحت المحميات الطبيعية في فرنسا قاطرة للتنمية المجالية لسكان المناطق القروية والجبلية، مشيرا إلى أن المجلس المسير لجماعات بوهاشم يسعى إلى الاستفادة من هذه التجربة، وتنزيلها على المستوى المحلي، بهدف الحفاظ على المجال الغابوي والبيئي، وتحسين الظروف المعيشية للإنسان الذي يستوطن هذا المجال الترابي. وأضاف مصباح في تصريح ل “اليوم24″، أن مجموعة جماعات بوهاشم، تعد أول تكتل للجماعات الترابية يعهد إليها تدبير مجال طبيعي على الصعيد الوطني، منذ تغيير القانون التنظيمي للجماعات المحلية، مؤكدا أنه شرع في إنجاز دراسات تقنية وتنفيذ مشاريع تأهيل البنيات التحتية، وفتح المسالك الطرقية، وتأهيل مآوي الاستقبالات، والنهوض بالوضعية المعمارية لأهم المعالم التاريخية الدينية والثقافية التي تزخر بها منطقة جبالة. وتابع المتحدث قائلا إن المنتزه الطبيعي بوهاشم يضم مزارات سياحية دينية معروفة على الصعيد الوطني، مثل “ضريح مولاي عبد السلام”، كما يتميز بتنوع نباتي وحيواني فريد، بعضه مهدد بالانقراض، وغنى إيكولوجي، إضافة إلى الخصائص الثقافية والاجتماعية والفولكلورية، كلها، يضيف مصباح، عوامل مساعدة يطمح المجلس المسير بشراكة مع كافة المتدخلين في المجلس الإقليمي، ومجلس الجهة، لاستثمارها من أجل جذب سياح أجانب، وإعطاء المنطقة إشعاعا دوليا. يشار إلى أن مجموعة الجماعات الترابية “منتزه بوهاشم” الذي يمتد لمساحة 105 آلاف هكتار، تضم ست جماعات قروية، ثلاث منها تابعة لإقليمشفشاون، وجماعتان قرويتان لإقليمالعرائش، وجماعة واحدة من إقليمتطوان، وتمثيلية عن جهة طنجةتطوانالحسيمة بأربعة مندوبين، بالإضافة إلى مندوب واحد عن كل مجلس إقليمي عضو بالمجموعة، حيث يعهد إليها تدبير المنتزه الطبيعي. ويقع منتزه “بوهاشم” الغابوي في الجهة الغربية لسلسلة الريف، ويحتضن منطقة إيكولوجية تمتد على 8 آلاف هكتار، لتوفرها على نباتات وحيوانات نادرة مستوطنة، وأصبح المنتزه وجهة سياحية بامتياز في السنوات الأخيرة، بعد إصدار مجلس جهة طنجةتطوان سنة 2011، دليله السياحي والثقافي والديني.