محمد السادس يكشف جهوده في حفظ السلم والاستقرار بإفريقيا تداول ناشطون مغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك وتويتر وانستغرام”، صورة للعاهل المغربي الملك محمد السادس، وهو يبكي بحرقة، في قمة الاتحاد الإفريقي، متأثرا بعودة المملكة المغربية لحضن الاتحاد. وكان الملك محمد السادس، قد ألقى خطابا جياشا بعد عودة المغرب رسميا إلى الاتحاد الأفريقي، وصف ب”التاريخي” أعرب فيه عن تأثره العميق بهذه العودة بعد فراق دام 33 عاما. وقال العاهل المغربي الذي يحظى بدعم كبير من شعبه : “كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب! كم هو جميل هذا اليوم، الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذي أحبه! فأفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي”. وأضاف “لقد عدت أخيرا إلى بيتي. وكم أنا سعيد بلقائكم من جديد. لقد اشتقت إليكم جميعا. من أجل ذلك، قررت، أخواتي وإخواني الأعزاء قادة الدول، أن أقوم بهذه الزيارة، وأن أتوجه إليكم بهذا الخطاب، دون انتظار استكمال الإجراءات القانونية والمسطرية، التي ستفضي لاستعادة المملكة مكانها داخل الاتحاد، وأن الدعم الصريح والقوي، الذي حظي به المغرب، لخير دليل على متانة الروابط التي تجمعنا”. واكدت الدبلوماسية الأمريكية أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ستساهم إيجابيا في مزيد من الاندماج الاقليمي والسياسي والاجتماعي بإفريقيا، فضلا عن الاستقرار والأمن بالقارة. ” .
وفي غضون ذلك تحول اهتمام محللين وخبراء في الشؤون الإفريقية خلال اليومين الماضيين إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث جرت القمة ال28 لرؤساء حكومات ودول الاتحاد الإفريقي، هذه القمة التي تابعها المغاربة وأهدتهم فرحة عودة بلادهم إلى الاتحاد الإفريقي، بعد غياب دام قرابة 33 عاما،فضلا عن الخطاب الهام الذي ألقاه الثلاثاء العاهل المغربي الملك محمد السادس من داخل قمة الاتحاد الإفريقي، وهو خطاب لأول مرة في تاريخ جلوسه على عرش المملكة. من جانبه ثمن دينيس ساسو نغيسو رئيس جمهورية الكونغوبأديس أبابا، مضامين الخطاب التاريخي الذي ألقاه الملك محمد السادس، أمام القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي، مؤكدا أنه خطاب “يحمل في طياته الأمل” بالنسبة لافريقيا. وقالت السفارة الأمريكية بالرباط، بحسب ما نشرته صفحتها الرسمية، إنه “بفضل القيادة القوية للملك محمد السادس وجهود الحكومة، يسترجع المغرب مكانه الصحيح داخل الأسرة المؤسسية للقارة الأفريقية”.. من جهتها قالت جريدة (لاكروا) الفرنسية “إن عودة المغرب إلى العمل المؤسسي الإفريقي، هو تتويج لدبلوماسية نهجها الملك محمد السادس منذ توليه العرش في العام 1999 عبر فتح أوراش التعاون في القارة الإفريقية.” فيما اعتبرت (وول ستريت جورنال) الأمريكية، أن عودة المغرب إلى الأسرة الإفريقية، ستكون ذات قيمة مضافة للأخيرة، وستضيف قوة دبلوماسية واقتصادية كبيرة للقارة الإفريقية.”، وإلى ذلك الوقت أكد بيان صادر عن المتحدث الرسمي باسم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية بمناسبة عودة المغرب كعضو في الاتحاد الإفريقي، أن التعاون والتكامل الإقليمي أمر حاسم لتحقيق الرخاء والاستقرار والسلام. فكل من الاتحاد الإفريقي والمغرب هما ضمن الشركاء الرئيسيين للاتحاد الأوروبي. مضيفا “ونحن نسعى إلى العمل مع كل من الاتحاد الإفريقي والمغرب لتعزيز الشراكة المتنامية بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا.” . مضيفة أن “عضوية المغرب في الاتحاد الأفريقي ستساهم مساهمة إيجابية في تعزيز التكامل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للقارة واستقراره وأمنه”. وأكد العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطابه بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مساهمة المغرب في جهود حفظ السلم والاستقرار بإفريقيا وكذا مغزى إقرار المملكة لسياسة الهجرة التي تندرج في إطار روح التضامن والقيم الإنسانية. ويضيف الملك محمد السادس “لقد حافظنا على متانة علاقاتنا في مجالي الأمن والسلم .هل من حاجة للتذكير بأننا كنا دائما من السباقين للدفاع عن استقرار القارة الإفريقية ؟.” وقال الملك إن سياسة الهجرة التي أطلقتها المملكة تندرج في إطار روح التضامن والقيم الإنسانية. مضيفاً إن “منظورنا للتعاون جنوب-جنوب واضح وثابت : “فبلدي يتقاسم ما لديه، دون مباهاة أو تفاخر”، مضيفاً أنه يتم على الصعيد الداخلي، “استقبال الأفارقة من دول جنوب الصحراء، في إطار الالتزام بالمبادئ التي قمنا بالإعلان عنها سابقا. وقد تم إطلاق العديد من عمليات تسوية الوضعية، حيث استفاد منها، في المرحلة الأولى، ما يزيد عن 25 ألف شخص. وفي الأسابيع القليلة الماضية، تم إطلاق المرحلة الثانية بنجاح، وفقا لنفس روح التضامن والقيم الإنسانية، التي طبعت سابقتها.” وأضاف العاهل المغربي “إننا نقدم على هذه المبادرات، كي لا يظل هؤلاء الأشخاص يعيشون على الهامش، دون عمل أو خدمات صحية، ودون سكن أو استفادة من فرص التعليم”. وقال العاهل المغربي “إننا نعمل من أجل تفادي تفريق الأسر، وخاصة المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء المتزوجين بمغاربة، مؤكدا جلالته أن هذه الجهود البناءة لفائدة المهاجرين، عززت صورة المغرب، ورسخت الأواصر التي تجمعنا بشعوبهم منذ زمن بعيد.”. على صعيد آخر، أوضح عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المكلف، إن المغرب عاد إلى موقعه الطبيعي بعدما غادر هذه المنظمة لأسباب لازالت قائمة، مضيفا أن الظروف تغيرت اليوم، وأن المهم هو انتصار الملك محمد السادس على مناورات الخصوم الذين حاولوا إفشال عودة بلادنا إلى مكانها الطبيعي في المنظمة. ويضيف ابن كيران أن “وضع المغرب اليوم تغير من خلال العديد من الزيارات التي قام بها الملك إلى عدد من الدول الإفريقية، منها دول لم تكن لنا معها علاقات”، مضيفا أنها “لحظة انتصار للمملكة في قضية تشبثها بطبيعتها الإفريقية ووحدتها الترابية.