ولد محمد بن عبد السلام العروسي بوحراث بمدينة تطوان سنة 1924 م في حومة أترنكات ( درب الشريط ) تلقى تعليمه الأولي بجامع مولاي محمد على يد الفقيه الحوزي ، لم تسعفه ظروف العائلة على استكمال دراسته و تعليمه حيث توفي اخوه في الحرب الأهلية الإسبانية ، أما أبوه فكان رجلا مسنا غير قادر على العمل لذلك اضطر وهو ابن الثالثة عشرة إلى البحث عن العمل يسترزق منه و يعين به اسرته فاشتغل في سوق السمك بالقرب من منزله ، ففي هذه الفترة بدأ العروسي يمارس كرة القدم بين اصدقاء الحي ، وكانت الفضاءات الطبيعية خارج أسوار المدينة هي الأمكنة المفضلة لذلك ، و بعد سنتين أو ثلاثة سنوات ازداد شغفه و ارتفعت حرارة موهبته ثم تطور لعبه فنودي عليه أولا من طرف نهضة الشباب في أوائل الأربعينيات و كان هذا الفريق قويا وفرض وجوده على الساحة الكروية التطوانية بعناصره المغربية الخالصة . ثم بعد ذلك أعجب أعضاء نادي السينديكطو بمهارات العروسي الكروية وقوته البدنية فعرضوا عليه الانتساب إلى فريقهم المكون فقط من الشباب الإسبان ، لبى العروسي الدعوة و صار لاعبا اساسيا في صفوفهم. التحق العروسي سنة 1946 م بنادي أتلتيكو تطوان و سنه 22 سنة و استمر مع هذا الفريق إلى غاية 1950 م ولكن إقامته في بالفريق الكبير عرفت حضورا وغيابا ، مدا و جزرا ، بمعنى أن اللاعب المغربي كان خلال هذه المدة التي تمتد إلى أربع سنوات تعطي له حرية الانخراط في أندية أخرى ثم يعاد إلى صفوف هذا الفريق العتيد عند الضرورة والاحتياج . من أبرز مشاركته والتي بقيت في ذهنه مشاركته مع فريقه ضد فريق عتيد وهو فالينسيا الإسباني بمدينة سبتة ، و سينسج العروسي علاقات رسمية مع أندية اخرى منها : شبيبة كرة القدم و مغرب طنجة ونادي الرابطة الرياضية ، أخلص العروسي خلال هذه المسيرة الكروية لسائر الأندية التي طلبت وده و جلبته إلى بيتها . إذا كانت مسيرة العروسي الكروية قد توقفت سنة 1955م فإن مرحلة التدبير مع المغرب التطواني لم تعرف التوقف و الانتهاء إلاّ في عام 1963 م . كان العروسي في حياته الرياضية و الاجتماعية صارما لا يعرف التهاون ، عزيز النفس شديد الحرص على حب العمل و التفاني فيه تستعصي عليه كرامته أن ينزلق للى مهاوي التملق ، ملتزما صريحا .... ولا زال على هذا العهد حتى وافته المنية 21 يناير 2017 في سن يناهز التسعين سنة . رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح الجنان ورزق ذويه الصبر والسلوان .