إذ نتقدم في التجمع العالمي الأمازيغي بأحر تعازينا لعائلة المواطن محسن فكري الذي توفي إثر الجريمة البشعة التي ارتكبتها السلطات في حقه ليلة الجمعة 28 أكتوبر في مدينة الحسيمة، حيث أوردت روايات كثيرة أن أحد رجال السلطة أعطى أمرا لعصر المواطن المذكور مع "الأزبال" في شاحنة للنفايات، فلا يسعنا إلا أن نستنكر بشاعة وخطورة الفعل الإجرامي الذي ارتكب في حق مواطن مغربي، وما يزيد من حدة وبشاعة وخطورة الفعل الإجرامي هو تورط رجال السلطة في ارتكابه، وهم المفترض فيهم حماية أرواح وممتلكات المواطنين والسهر على تطبيق واحترام القانون. إن الجريمة البشعة التي وقعت في حق محسن فكري تساءلنا جميعا حول حقيقة توجهات بلدنا لأنها تأتي في سياق متسم بتراجع الدولة عن التزاماتها الحقوقية وتفشي الظلم والطغيان وخرق القانون، بالإضافة إلى تغول المحسوبين على السلطة، كما أتت بعد خمس سنوات من اغتيال خمسة شهداء في المدينة نفسها يوم 20 فبراير 2011، وبذلك تنضاف هذه الجريمة البشعة إلى الجرائم السابقة التي لم يجرى فيها أي تحقيق وفق المعايير الموضوعية لكشف ملابساتها. إن قتل محسن فكري بتلك الطريقة البشعة، يأتي بعد أقل من سنة على الإغتيال البشع لمناضل الحركة الثقافية الأمازيغية بمراكش عمر خالق إزم، وكلا الجريمتين تذكراننا بحادثة الشهيد البوعزيزي التي أدت إلى اندلاع انتفاضات الربيع الديمقراطي، واستحضارا للتبعات الخطيرة المحتملة لحادثة القتل البشعة في الحسيمة فإننا نحمل السلطة كامل المسؤولية فيما يمكن أن يجره شططها وسياساتها اللاديمقراطية على البلاد من هزات مهولة. نتوجه بالدعوة من جديد إلى مكونات الشعب الأمازيغي من أجل الاصطفاف جنبا إلى جنب والإتحاد حول المبادرات الميدانية من أجل تصعيد أشكالهم النضالية ومقاومتهم للظلم والطغيان، وإذ نسجل دعمنا لكل الاحتجاجات المدينة للجريمة البشعة في حق الشهيد محسن فكري، نعيد تذكير كل المواطنات والمواطنين الأمازيغ الغيورين على كرامتهم إلى الحضور في مراكش يوم السبت 12 نونبر ابتداء من العاشرة صباحا لإنجاح الاعتصام الإنذاري لأمازيغ المغرب "ضد الحكرة" ومن أجل الديمقراطية والحرية والكرامة وحقوق الإنسان، على أساس أن تفتتح تلك المحطة النضالية غير المسبوقة سلسلة من الأشكال النضالية التصعيدية التي تتحد عليها وتلتف حولها كل مكونات الشعب الأمازيغي. رشيد الراخا