شهدت مدينة تطوان، مساء اليوم الأربعاء، وقفة احتجاجية نظمتها فعاليات سياسية ومدينة وحقوقية، واستجابت لها حشود غفيرة من سكان المدينة، من أجل التنديد بالانقطاع المتواصل للمياه الصالحة للشرب عن مساكنهم. وأكد المحتجون أن سكان المدينة لم يعودوا يستفيدون من المياه سوى ساعات معدودة، تمتد من السابعة صباحا إلى حوالي الثالثة بعد الزوال، وذلك منذ أزيد من أسبوع؛ علما أن بعض الأحياء لا تصلها المياه لفترات طويلة، تستغرق أحيانا يوما كاملا أو يومين. وندد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية بما وصفو ب"السياسة اللامسؤولة" التي يعتمدها المسؤولون عن القطاع، ولاسيما شركة "أمانديس"، وجماعة تطوان، وعمالة إقليمتطوان، مشيرين إلى الشروع في قطع المياه وسط تضارب في تحديد المسؤوليات بين هذه الأطراف. كما رفعت شعارات تطالب برحيل شركة أمانديس، من قبيل: "أمانديس تمشي في حالها قبل ما تنوض شي قربلة" و"العداو العداو قطعوا الماء وزادوا في الضو". وفي أعقاب هذه الوقفة أكد عثمان العروسي، الكاتب العام للشبيبة العاملة المغربية المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، في تصريح لهسبريس، أنه يحضر إلى هذه الوقفة الاحتجاجية التي تشارك فيها فعاليات سياسية وحقوقية ومدنية، بالإضافة إلى عدد كبير من المواطنين الغيورين على مدينتهم، "من أجل الاحتجاج على سياسة شركة "أمانديس" التي قامت بقطع المياه الصالحة للشرب عن ساكنة المدينة بدون سابق إنذار، وبدون احترام القوانين الجاري بها العمل"، معتبرا أن هذه الوقفة "مجرد إنذار للشركة المذكورة، وستعقبها أشكال احتجاجية أخرى أكثر قوة". من جهته صرح عماد بنهميج، رئيس مركز حقوق الإنسان بشمال المغرب، بأن "ساكنة مدينة تطوان نظمت هذه الوقفة احتجاجا على التبذير الممنهج للمياه الصالحة للشرب من أجل سقي المناطق الخضراء طيلة الفترة الصيفية؛ ما ساهم في نفاذ مخزون المياه بالسدود المزودة لتطوان ونواحيها بهذه المادة الحيوية"، معتبرا أن "مسؤولية هذه الوضعية تتحملها أطراف متعددة، وفي مقدمتها وكالة الحوض المائي اللكوس، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وجماعة تطوان"، ومؤكدا في الوقت نفسه أن "تطوان، التي كانت معروفة تاريخيا بكونها تعرف فائضا في مخزونها المائي، نظرا للتساقطات المطرية المهمة التي تعرفها مقارنة مع باقي أقاليم المملكة، أصبحت اليوم تعرف خصاصا مهولا في هذه المادة، وهو ما جعل ساكنة الحمامة البيضاء تخرج للاحتجاج على هذه الوضعية غير المألوفة"، حسب تعبيره.