تطوان المدينة القابعة بين جبلين كاللؤلؤة المكنونة بين صدفين، تطوان التي ما فتأت تخرج الرجال الأبرار الأطهار، والنساء العفيفات الطاهرات، تطوان الجمال والعفاف، العزة والنخوة، هذه هي تطوان؛ وأكرم بها من مدينة، لو رمنا تقصي مزاياها والخصائص النبيلة لأهلها لتجاوزنا حجم تاريخ تطوان وعمدة الراويين أضعافا مضاعفة. تطوان الآن في معركة الشرف والسمعة، يراد لها الفاحشة والانحلال الأخلاقي، وممن؟ من أناس انخلعوا من ربقة الأخلاق الإسلامية؛ بل وحتى من الأخلاق الإنسانية الفطرية، وانحدروا نحو مرتبة دون الحيوانية، حينما جاهروا بالفاحشة عبر مقاطع فيديو خليعة بثُّوها بين ساكنة تطوان فتلقفتها النفوس المريضة، نعم مريضة لأن النفوس المريضة تعدي، فلو أن هذه المقاطع الخليعة قبرت عند أول متلقف لها لما وصل الأمر إلى ما وصل إليه، ولبقيت أوزاره في أعناق مرتكبيها، ربما يقول البعض أن نشر مثل هذه المقاطع فيه نوع من تغيير المنكر خصوصا وأن أصحابه يتابعون من طرف النيابة العامة لمسهم بالأخلاق، إن مثل هذا القول لا يثبت أمام قاعدة تغيير المنكر والموزانة بين المصالح والمفاسد، إذا نظرنا إلى مفسدة نشر هذه المقاطع في أوساط الساكنة خصوصا الفئة العمرية الشابة. وأمر آخر يتعلق بالمواقع الإخبارية التي تتولى نشر مثل هذه الأخبار، وتزيد الطينة بلة عبر إرفاق الخبر بصورة فاضحة، مما يستدعي السؤال عن ضرورة تخليق العمل الصحفي، فنشر الخبر قضية وكيفية نشره قضية أخرى. الآن تطوان تبحث عن نخوة رجالها، لحفظ ماء الوجه، والسمعة والشرف، وذلك لا يكون إلا بالوقوف عند الأمر الإلهي: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ }[النور:16] كتبها بغصة: ذ.يوسف الحزيمري