الله ع الجودة، الله ع الإبداع، يا سلام، روعة، روعة، روعة... طربت أذن الكثير منا بهذه العبارات المدوية الصارخة و الصاخبة في حق كبريات الأندية من المذيع المشهور عصام الشوالي، الذي يلهب حماس الجمهور عندما يرددها و تدوي في أرجاء بيوتنا من أجهزة تلفازاتنا لتضفي عليها جو متعة المشاهدة للمباريات الجيدة. هاهي الفرصة لنعيدها و نكررها اليوم بعد أن لعب فريقنا مباراة الحسم لأول بطولة احترافية بالمغرب، فأظهر لنا بأنه كفؤ و يستحق الفوز ، فنزع أهم لقب يتبارى عليه الرياضيون ببلادنا. باتت شوارع المدينة خالية من أهلها وقت إجراء المقابلة، لأن ثلث الساكنة رحل مع الفريق، و الباقي حبس نفسه في بيته أو في المقاهي لتتبع أطوار هذا النزال. كانت صورة المدينة شبيهة بصورة ما بعد مغرب أيام رمضان، حيث خلت تماما إلا من بعض المارين الذين تلاحظ ارتباكهم المعبر عنه في خطى خفيفة نحو منازلهم. حبست الأنفاس، و سكتت الألسن خاصة بعدما علم الجميع بمجهودات رؤساء الفريق الخصم لتوسل جمهور لهم بشتى الوسائل، و خفقت القلوب عندما فتحت أبواب الملعب بالمجان لكل المارين الذين جلبتهم إيقاعات أناشيد التآزر التي كان يرددها مناصرو فريقنا، و الذين صبغوا مدرجات المركب بالأحمر و الأبيض، فبرزت الشاشية و المنديل لتصبح الصورة المثلى لتمثيل تطوان في العاصمة، بها عزز أهلنا رمز انتماءاتنا بقوة لتصبح البطولة جبلية بما للكلمة من معنى في الدقيقة الخمسين، بقدم عبد الكريم بنهنية الذي كسر مخاوفنا و أعاد الأمل في نفوسنا لإحراز اللقب. استرحنا قليلا ، و بلعنا ريقنا،وبدأنا بعد الدقائق التي طالت بالأصابع إلى أن دوت صافرة النهاية، فتأكدنا بأن اللقب توج مجهود هذا الفريق الفتي و مدربيه و كل الساهرين عليه، و نسي المناصرين تكبد عناء الرحلة، و احتفلوا مع الإبطال. في المقابل دوت حناجر التطاونيين على أزيد من ثلاثمائة كيلومتر كي تؤازر الفرحة التي عمت العاصمة، و تعكس أجواء الانتصار بشوارع تطوان التي خرجت عن بكرة أبيها لتجعل ليلها نهارا بأضواء السيارات و تقلب هدوءها الذي خيم عليها أثناء المباراة لزغاريد و صافرات و طبول دوت عبر كل الشوارع. بوادر الفرحة و الابتهاج طبعت قلوبنا و رسمت الفرحة على أوجه الجميع، الكل يتصافح و يبتسم و كأن روابط الدم و أواصره تجمع بين ساكنة هذه المدينة برمتها، فلا يمكن لأحد أن يصف ما أحسسنا به. تعددت الأفراح التي نتمنى ألا تنتهي بمدينة تطوان والتي أحيت مجدها، فمن متعة الأمس في المهرجان المدرسي للفرحة الكبرى المتمثلة لإحراز أول درع لأول بطولة احترافية، و كلنا نسطر على كلمة: أول، لأن الفرق عريق و تاريخ المدينة حافل بالأمجاد و لا ينقصه سوى الألقاب التي بدأت تتحقق. فالشكر كل الشكر لمن طبع و لا يزال يطبع هذا التاريخ. نقول لكل من أبرون و العامري و بنحساين وغيرهم أنهم وضعوا بصمتهم في سجل هذا تاريخ هذه المدينة العزيزة، التي تعترف لأبنائها بمجدهم، و تترك أثرهم عبر الأيام خالدا في أذهان الجميع . فلن ننسى و لن نتجاهل ما قام به هؤلاء، حيث عشنا معهم أمتع اللحظات، فوضعونا في صفوف الأوائل و جعلونا ممن تتجه إليهم الأنظار و تصوب نحوهم الكاميرات. كنتم في الموعد و كنا مع الحدث بعبارات رددها الشباب تلك الليلة، أكدوا فيها بأنهم فتحوا أبواب التحديات ، حيث رددوا بلسان واحد:“شوف واسمع، تطوان كتخلع”، و هذا ما يدل بأن المشوار لم ينتهي بعد بل بدأ هنا ، و لازال طويلا، و سيستمر بحول الله. فمرحبا بمن رفعوا رؤوسنا، و زينوا خزانة تاريخنا الكروي ب“أول درع لأول بطولة احترافية بالمغرب”،مرحبا بمن أشعل سماء العاصمة بنجوم الفرحة بدلتها لسماء تطوان، مرحبا بمن سيخصص لهم احتفالا سيليق بهم و بما صنعوا، ليكون الحدث في مستوى الانجاز. هاهم التطاونيون يفتحون أذرعهم لأبنائهم ليضموهم لصدورهم، و يباركون خطاهم التي لن تكون سوى لبنات البداية لصعود سلم المجد و التألق للسنوات القادمة بحول الله، فمزيدا من العطاء و التألق، و حفظكم الله من الغرور و شر الحساد و كيد الأعداء. أكدتم و ألححتم أن تكون البطولة جبلية، فكانت. جعلتمونا نفتخر بكوننا من أبناء الحمامة البيضاء، و نردد ونحن نائمون:تطوان، تطوان. فليحيا المنديل و الشاشية.... آمنة أحرات