إن جمعية النشاط الأخضر، باعتبارها أحد أعضاء اللجنة العليا المشرفة على تنظيم مهرجان تطوان المدرسي والرياضي والفني والبيئي لسنة 2012 إلى جانب كل من ولاية تطوان ونيابة التربية الوطنية ومندوبية الشباب والرياضة، وحرصا منها على إنجاح هذا المهرجان التاريخي الذي كان لها فضل إحيائه منذ سنة 2007، من خلال مواكبة تنفيذ برنامجه ومتابعة تدبيره الإداري والمالي، وفي هذا الإطار تابعت الاستعراض التاريخي والاحتفالي والملحمي الذي أقيم يوم الأربعاء 23 ماي 2012 بشوارع المدينة الذي شاركت فيه أيضا، وسجلت بارتياح كبير الحضور الحاشد للمواطنين وتجاوبهم القوي مع فكرة إقامة الاستعراض بشوارع المدينة بعدما كان محصورا في ملعب سانية الرمل فقط، وأيضا استمتاعهم بالمظاهر الفرجوية للوحات الاستعراض الذي تميزت مواده بالتنوع وجسدت الموروث الثقافي للإقليم، بالإضافة إلى مده الجسور بين الوسطين الحضري والقروي، بل تعدتهما إلى الضفة الأخرى من خلال مشاركة البعثة الإسبانية في هذا الاستعراض، علاوة على تنشيطه الحركة السياحية والتجارية بالمدينة. لكن بالرغم من ذلك فقد شابت تنظيم هذا الاستعراض بعض الاختلالات، تمثلت أساسا في تأخر انطلاقته عن موعده بأكثر من ساعة، وسوء اختيار توقيته الذي تزامن مع إجراء إحدى مباريات كرة القدم بالمدينة، مما حال دون توافر عناصر الأمن بالعدد الكافي، وكذلك سوء اختيار المدار وعدم تهييئه خاصة أنه كانت تتواجد به عدة أوراش الإصلاح. بالإضافة إلى تعثر الدعم المالي الذي أدى إلى تدني المستوى الفني والتقني لبعض اللوحات المعروضة، زيادة على الغياب الملحوظ للشخصيات الرسمية والبرلمانيين والمستشارين الجماعيين وأعيان المدينة عن حضور انطلاقة هذا الاستعراض، إلى غير ذلك من المآخذ التي نبهنا إليها غير ما مرة خاصة خلال اللقاءات الأولى المتعلقة بتنظيم هذا المهرجان. ومن أجل إنضاج فكرة هذا الاستعراض والعمل على استمراريته وتطويره تقترح جمعية النشاط الأخضر اتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير الكفيلة بذلك منها: إشراك كافة الجمعيات ذات الصلة بأنشطة الاستعراض، وكذلك إشراك تلاميذ الثانويات التأهيلية وطلبة مؤسسات التكوين المهني والكليات، والعمل على توفير عدد كاف من المؤطرين بعد إخضاعهم لتكوين خاص، وجعل يوم الاستعراض يوم عطلة رسمية، وتوسيع مشاركة البعثات الأجنبية المتواجدة بالمدينة، وتخصيص إحدى لوحات الاستعراض لضيف شرف يمثل بالتناوب إحدى جهات المملكة كتقليد سنوي، وخلق خلية للتتبع خاصة بالاستعراض، وتوفير تغطية إعلامية مكثفة ومتنوعة. وفي الختام لا يفوتنا إلا أن ننوه بالتضحيات الجسام التي بدلها كل من شارك في إنجاح هذا الاستعراض من تلاميذ وتلميذات ومؤطرين ومؤطرات وجمعيات المجتمع المدني وغيرهم، كما نشكر المواطنين والمواطنات على تعاملهم الحضري مع أنشطة هذا الاستعراض، الذي سنعمل جاهدين بمعية باقي الشركاء على جعله كرنفالا تطوانيا يشرق علينا كل سنة. والسلام.