من المنتظر أن تحتضن مدينة مراكش ما بين 10 إلى 14 ماي/آب القادم، فعاليات المهرجان الدولي للرقص الشرقي في نسخته الثالثة، في أحد فنادق المدينة الحمراء. وينظم المهرجان مرة في السنة في بلد مختلف من بلدان البحر الأبيض المتوسط، وسيعرف مشاركة إسرائيل للمرة الثانية على التوالي. يهدف المهرجان إلى الجمع ما بين فن الرقص الشرقي بكل مقوماته وحركاته واستكشاف الفولكلور المحلي لكل بلد منظم ونمط الحياة لسكانه، ويقام تحت شعار : "مهرجان البحر الأبيض المتوسط للبهجة". انتقادات لمشاركة إسرائيل هذا وتأتي هذه المشاركة في ظل انتقادات واسعة من شباب مدينة مراكش وبعض الجمعيات الحقوقية المناهضة للتطبيع مع "إسرائيل" بمواقع التواصل الاجتماعي على خلفية تواجد اسمين "إسرائيليين" على لائحة الأساتذة المشرفين على تدريب المشاركين على الرقص الشرقي، وهما الراقصة "الإسرائيلية كوزمان التي تعد منتجة المهرجان، والراقص "الإسرائيلي" آسي هاسكال3 مصمم الأزياء العالمي وصاحب مدرسة الرقص الشرقي ب"إسرائيل". وأشار الموقع الرسمي للمهرجان، إلى أن الدخول في منافسة أحسن ثلاث راقصات سيتطلب تدريبا لأساليب وميكانيزمات الرقص الشرقي تحت إشراف 14 أستاذة راقصة إضافة لرجلين، سيقومون بتدريب وتعليم الرقص وتنظيم ورشات خاصة وحفلات ليلية صاخبة. حكيما.. الرقص الشرقي فن المشارقة بامتياز عبرت المغربية "حكيما" المقيمة في إسبانيا وأستاذة الرقص المغربي والشرقي والعضوة في لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة الدولية بمهرجان الرقص الشرقي في نسخه الثلاث على صفحتها، عن استيائها من حملات التشويه التي تطال مشاركتها بالمهرجان بالقول: "من يقول إن الرقص الشرقي ليس فنا يأتي ويرى المهرجانات الخاصة بالرقص الشرقي في أوروبا وأمريكا وكيف تكون طوابير الناس من الأجانب لالتقاط الصور مع الراقصات المصريات اللاتي يكرمن هناك" وأضافت حكيما: "أطمح في أن أقوم بعمل مدرسة للرقص الشرقي في أوروبا أقدم فيها الفن الشرقي الذي مهما حاول الغرب أن يقدموه فلا يستطيعون الوصول إليه أبدا حيث إنه لنا نحن الشرقيين فقط". صفحات تنديد بالمهرجان على "فيسبوك" هذا وشن الغاضبون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" هجوما عنيفا على المسؤولين عن تنظيم هذا المهرجان، ولم يتوان بعض المناهضين للتطبيع مع "إسرائيل" عن إنشاء صفحات على هذا الموقع تنديدا باستضافة "إسرائيل" بالمغرب، معتبرين تنظيم مثل هذا المهرجان تكريسا للتطبيع معها، خاصة وأن طبيعة المهرجان لا تتناسب والخصوصية الدينية للمغاربة، وقالوا إنه سينعكس سلبا على أخلاق الشباب المغربي في نشر "الإباحية" على حد تعبير أحدهم. وفي سياق متصل، تم وضع صفحة رسمية للمهرجان على الانترنت تتضمن مشاهد قمة في الخلاعة، كما أن الموقع صمم بثمان لغات بما فيها العبرية مع استثناء للعربية. وكانت النسختان السابقتان من المهرجان المذكور قد أثارت سخط المواطنين بالمدينة الحمراء توجت بوقفة احتجاجية لجمعيات شبابية أمام الفندق الذي كان قد احتضن المهرجان، ومن أبرز المحتجين "شباب ائتلاف مغاربة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة" الذين نظموا وقفة احتجاجية أمام فندق "رياض موكادور أكدال" عقب تنظيم المهرجان لأول مرة بمراكش بعد أن رفضت تركيا احتضان النسخة الثانية على أراضيها. وفي ظل هذا التجاذب بين التنديد والتأييد هل سيستجيب المنظمون والمشرفون على المهرجان لدعوات الغاضبين والمناهضين للتطبيع مع إسرائيل لإلغائه أم سيتم تنظيمه في التاريخ المحدد له؟