جميل جدا أن نحس بهذا، و نحتفل به،و نبرز مجهوداتنا في كل ما قمنا به، ونستعرض انجازاتنا ، و نفتخر بمن هن في الطليعة بأنشطتهن واهتماماتهن و تحركاتهن. و لكن هل نحن مقتنعات بان ما وصلنا إليه هو الهدف المنشود؟ هل ذلك في رأينا هو المبتغى؟ هل أثبتنا كنساء وجودنا في مجتمع لا يزال ذكوري في بعض الأوساط مائة بالمائة . إذا قيل بأن اليوم العالمي للمرأة هو 8 مارس فان أغلب الرجال يرددون ( لا أعمم بطبيعة الحال ): تكاد تكون السنة كلها أعياد بالنسبة للنساء... إذا قيمنا المجهودات التي تقوم بها في البيت فانه يقال " هذه فطرة خلقها الله في الإنسان، على المرأة أن تسعى داخل البيت و تحضن أبنائها و تتكفل بكل أعضاء الأسرة ، لان الله منحها الصبر و القوة والطاقة و...و...و... إذا تحدثنا عن العمل الخارجي فنسمع: أنتن من اخترتن العمل خارج البيت، فحاولن الموازاة بينه وبين ما كنتن تقمن به. إذا لم يكن هذا في أوساطنا فإننا نسمعه ممن يحيطون بنا، لان المجتمع يشكله الكل طبعا. ولكن ألا تضنون معي بأن هذا هو شرح للاعتداء الذي تتعرض له المرأة وتكون في بعض الأحيان حالات مبالغ فيها. قد يختلف معي البعض في هذا التحليل ولكني لااعتبر الضرب و الجرح و الحالات النفسية وحده اعتداء، بل إن كل ما يحيط بالمرأة حتى كونها لا زالت تعاني من هذه المشاكل في هذه الآونة هو اعتداء. مجرد أن تبقى المرأة كأداة لإشباع الرغبات و النزوات أو لخدمة من يحيط بها في عصرنا هذا و هي لا تعي ذلك فهو بالنسبة لي اعتداء. الأوضاع السياسية الحالية و التقدم الذي تعرفه المجتمعات، و الانفتاح على محيطات مجاورة و تمكين النساء من ممارسة مواطنتهن، كل ذلك يصب في صالح تغيير أحوال المرأة. لكن هل هي واعية بذلك لتعطي لنفسها أهمية أكثر و تقدر ذاتها داخل هذا المجتمع؟ إذا استطعنا أن نثمن هذا فإننا سنعالج عدة مشاكل تسبب فيها المرأة لنفسها، إذ كما تعتبر نصف المجتمع في الحركة فإنها نصفه في الشلل.لا أتكلم عن المرأة “الملاك الطاهر” التي تعمل و تجد و تجتهد كي تتساوى مع الرجل، بل اقصد تلك التي لا يحق لها أن تكون أما أو أختا أو زوجة، لأنها لاتساهم في تحريك وتيرة الحياة المجدة و لا يهمها ما يمكن أن يتحقق،تصل في بعض الأحيان أن تتجاهل حتى أبسط حقوقها في الحياة: و هي أن تكون إنسانة. وتنتظر من يعولها و يطعمها كأنها حيوان أليف. يجب على المرأة أن تكون متطلعة مكافحة، طامحة إلى غد أفضل مساهمة في إصلاح المجتمع فعليا و ضمنيا، لا أن تنتظر من يوجهها و يأمرها و ينهاها، لان الإسلام أمرنا بذلك فكرم المرأة ومنحها حقها في الحياة. ونحن جميعا نعلم كم من نساء برزن في عهد الرسول ص و بقيت أسمائهن خالدات في سجل التاريخ. قال الله تعالى :“لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” صدق الله العظيم. آمنة أحرات