الكلمة الافتتاحية/ د. رشيد اشريقي ...استجابة للتوجهات الملكية السامية حيث ترأس جلالة الملك محمد السادس نصره الله بقصره العامر مستهل أكتوبر المنصرم جلسة عمل خصصت لتأهيل عرض التكوين المهني وتنويع و تثمين المهن وتحديث المناهج البيداغوجية حيث يندرج هذا العمل في سياق تنفيذ الأولويات والتدابير المحددة من طرف جلالة الملك، لا سيما في خطابي العرش وذكرى 20 غشت، و يعكس العناية الملكية السامية الثابتة بقطاع التكوين المهني باعتباره رافعة استراتيجية ومسارا واعدا لتهيئ الشباب لولوج الشغل و الاندماج المهني، وحيث تتوخى الجمعية المغربية لأوراش المدارس للتنمية من هذه المبادرة أن تكون مرجعا لتقييم هذا العمل وتابعة البحث عن سبل تحريك دينامية التنمية المحلية واعتماد أهدافها المحددة في المساهمة على الحفاظ على التراث التاريخي و الثقافي للمغرب وتحسين الظروف الاجتماعية للشباب ، ذكورا و إناثا، وذلك بالعمل على بإيجاد فرص عمل لهم داخل سوق الشغل المرتبط بالأساس في المساهمة في الترميم و الحفاظ على التراث التاريخي و الثقافي للمغرب من أجل تحسين الوضعية الاجتماعية، و ينصب هذا الاهتمام بالأساس في استعادة و إعادة تقييم المهن التقليدية المتعلقة بالحفاظ على التراث التاريخي و الثقافي حيث يعتبر تأهيل الشباب من خلال التكوين والتطبيق المهني في المهن التقليدية و الحديثة أهم انشغالات المدرسة الورشة وذلك بالتوجه في منحى ترميم التراث التاريخي و الثقافي و مساندته عن طريق دعم القدرات المقاولاتية لفائدة الشابات والشباب في وضعية صعبة في القطاع الغير مهيكل مع التركيز بشكل خاص على إدماج المرأة في وظائف كانت تعتبر سابقا حكرا على الرجال فقط. وقد تم تثبيت هذا المشروع الرائد في مدينة تطوان حيث ان المدينة مصنفة تراثا عالميا من طرف اليونيسكو والذي هو موقع استثنائي للمدرسة حيث يسمح لها تكوين شباب في مهن متعلقة بترميم المباني التراثية في مدينة تطوان، وتتوخى المدرسة الورشة من هذه المبادرة ان تكون مرجعا أساسيا لتقييم و متابعة البحث عن سبل تحريك دينامية التنمية المحلية من خلال دمج هذه الفئات دمجا كليا في المجتمع بهدف النهوض بهذا القطاع. ويبقى علينا كفاعلين جمعويين من مساهمين و شركاء و مساندين لهذا العمل الجبار أن ننسق جهودنا لإيلاء العناية بالخصوصيات الحضارية والتاريخية و الإنسانية لمدينة تطوان، وملائمة مع ما يجري حولنا من تغيرات الاشكاليات التي تنجم عنها. وفي الختام لا يسعني إلا أن أشكر جميع الغيورين على مدينة تطوان من شركاء وطنيين و دوليين و محليين، ومجتمع مدني و خبراء و منظمين و كل المهتمين بالأنسجة العتيقة لهذه المدينة العزيزة، ممن ساهموا، كل من موقعه شكرا خاص يليق بمجهوداتهم القيمة من مسعى الحفاظ على موروث ثقافي قيم يستحق العناية و الاهتمام.