وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" صدق الله العظيم اختلف أهل التأويل في هذه الآية الكريمة في كلمة "آخرين" من هم و ما هم، ولكننا اليوم بعد علمنا بإنزال العدة و العدد ليوم غد حيث قرر الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد الاعتصام أمام باب الأكاديمية أن " آخرين" في هذا السياق تعنيهم، حتى أصبحوا أعداء الدين و الدنيا لا لشيء سوى لأنهم يطالبون بحقهم في تسوية وضعيتهم القانونية ضمن قانون الوظيفة العمومية التي حرمتهم من هذا الحق بإلزامهم توقيع ملحقات عقود تفرض عليهم الذلة و المسكنة. نعتوا بالدونية لأنهم أرادوا الخروج من مستنقع البطالة ونفذوا من أول باب فتح لهم، ساهموا بشروط عمل أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ليست إنسانية كي يخففوا ضغط الأقسام المكتظة ويعتبروا المفتاح السحري لهذا الإشكال، معتمدين على اجتهادهم و بحثهم وعلى أنفسهم للوصول إلى الغاية المبتغاة ألا وهي الأخذ بيد المقصيين من دائرة الحضارة والتقدم، فكان جزاؤهم في ذلك عكس ماقصدوه. كانت النتيجة تحميلهم المشاكل الغير متوقعة من عتاب ولوم حتى من آباء و أولياء أمور التلاميذ الذين اعتبروهم في البداية المنقذ الذي جادت به الأقدار عليهم ليصبوا فيما بعد جام غضبهم عليهم لأنهم قاطعوا الدروس بإضرابات إنذارية يمكن أن تشل القطاع فيما بعد ويتحملون بهذا تبعات أخطاء غيرهم. كل ما تتحمله هاته الفئة تعود أسبابه لغيرتها الشديدة على أبناء هذا الوطن و التصدي لكل من سولت له نفسه العبث بقطاع يعتبر القلب النابض للمجتمع، فرجاء لا تقضوا على مجانية التعليم ببلادنا لأننا بالفعل أمة عاجزة إذا ما تم خوصصة القطاع و تولية من يخططون لجني الأرباح من وراء شؤونه فيشبعوا نهمهم بهذا، وهو مايتيح لهم ويساعدهم دق آخر مسمار في نعشه...