افتتح فرع مدينة تطوان لرابطة كاتبات المغرب، يوم 2 فبراير2019 برنامجه لهذه السنة، بتفعيل أحد بنود مشروعه الذي اتخذ له شعار " تلميذ اليوم، مثقف الغد"، والذي كان قد قدم له بندوة فكرية في موسمه الأخير من سنة 2018، أطرها مربون ودكاترة في علم النفس التربوي، والتواصل. وبشراكة مع المديرية الاقليمية للمضيق الفنيدق ، أعد ورشة في الفن التشكيلي، في بداية موسمه الجديد. ومن منطلق الرغبة في البدء بأول مرحلة من مراحل تنفيذ هذا الحلم/المشروع، دشن الفرع برنامجه السنوي بالانفتاح على المدرسة العمومية، من رؤية أن مؤسساتنا التربوية العمومية، هي أولى بكل رعاية، فهي مهد كل تنمية بشرية، ومشتل الفرد وهو يمد الخطو نحو الحياة .. هذه الحياة التي يتسارع إيقاعها، بتحولات دائمة، وتطورات مهولة. مما أصبحت معه مسؤولية رعاية التلميذ تتطلب المزيد من الوعي التربوي، والحرص بذكاء فني على تزويده بالتوازن النفسي والروحي، والحس الجمالي/الأخلاقي. في هذا المنحى التربوي، ومن أجل تواصل فعلي ومباشر مع التلميذ، يضع المعلومة في متناوله ، بهدف تمكينه من سرعة الاستيعاب؛ استهدف فرع الرابطة مدرسة 18 نوفمبر الابتدائية، بمرتيل، في لقاء نوعي اقتضته الغاية التربوية المتضمنة لورشة الفن التشكيلي، كشكل من أشكال المعرفة، أطرها كل من الفنان التشكيلي عبد النور القشتول، الداعم للرابطة في فرعها المحلي لمدينة تطوان، والفنانة الموهوبة أمامة قزيز عضو المكتب المسير له. وتم تقسيم العمل بين الفنانين، فكانت الفنانة أمامة مكلفة بورشة الجداريات، والرسم بالألوان المائية مع فريقها من التلاميذ، بينما بدأ الفنان عبد النور أعمال ورشته بتلقين فريقه درسا في تركيب الألوان الزيتية، وتقنية المزج من أجل ابتداع اللون. بعد ذلك تم ضم الفريقين في عمل جماعي انصب حول " شجرة المعرفة "، التي كانت فكرتها والاعداد لها من إبداع الفنان عبد النور القشتول، الذي استطاع أن يتماهي مع التلاميذ وينغمس معهم في طقس تفاعلي، وحماس طفولي مبهر.. كانت الفكرة أن أتى الفنان القشتول، بشجرة طبيعية تمت صباغتها بتناوب بين التلاميذ.. بعد ذلك تم تعليق مجموعة من الحروف على أغصانها، بما فيها حرف التيفيناغ. بعد ذلك تم تثبيتها في أص كبير وضع في باحة المدرسة. أثمرت هذه الورشة الصباحية، لوحتين جداريتين لباحة المدرسة، من رسم الفنانة أمامة بمرحها الطفولي الذي سرَّع اندماج التلاميذ في عملية التلوين بحيوية تلقائية، أضفت السعادة على محياهم، أحسسنا بها ونحن نتابع المشهدين.. مع شجرة المعرفة بغلالها الحروفية أيضا.التي قام بإنجازها الفنان القشتول وفريقه من التلاميذ.. نوه بالمبادرة مبعوثا السيد المدير الاقليمي لمديرية المضيقالفنيدق، اللذان أشادا بالمبادرة، وكانا يتابعان فقرات الورشة باهتمام، يتحدثان مع التلاميذ، ويلمسان مدى فرحتهم بهذا النشاط، ويتابعان الدرس الفني التطبيقي، وكيف كان الاستاذ عبد النور يمرر المعلومة للتلاميذ، وهو يعمل رفقتهم.. مما جعلهما يقترحان علينا، تكرار التجربة مع مدارس عمومية أخرى تابعة لنفس المديرية. كما التحق بالباحة العاجة بحركة طفولية طافحة بالفرح، مجموعة من طاقم المدرسين، مبدين إعجابهم بالتجربة، لنلتحم جميعا في حوار بمشاركة السيد مدير المدرسة، حيث تطرقنا إلى المدرسة العمومية بين الأمس واليوم، والجهود الذي يبدلها هو شخصيا لاستعادة هذه المكانة، من خلال المدرسة التي يديرها، لنستشف من حديثة أنه شاعر وفاعل جمعوي. لم تتوقف التجربة على ورشة يوم 2 فبراير 2019، بل تلتها متابعة للعمل، في أيام موالية، بمبادرة من الفنانة أمامة قزيز.. وبعودة كريمة للفنان عبد النور القشتول الذي ارتبطت مشاعره بتلميذ من أطفال التوحد موهوب في الرسم، فعاد إليه وإلى مجموعته بهدايا كانت كتبا وقصصا للأطفال. خرجنا من التجربة وأشياء كثيرة تغيرت فينا..أو تحركت فينا بعد ركود..أو ولدت فينا من جديد..اقتربنا من أطفال نضجوا بقوة ظروفهم الأسرية الخاصة..موهوبون نعم..لكنهم يحملون قلوبا هشة..مهددة بالكسر في المنعطفات من حياتهم المقبلة..تمنينا لو يوجد بمدارسنا أخصائيين اجتماعيين مزودين بآليات العمل الجدي، من أجل الحماية الاجتماعية والنفسية والصحية للطفل المتمدرس، بصفته بذرة المواطن الصالح لبلادنا.