أسدل الستار اليوم الأحد 17 فبراير بالدار البيضاء، على فقرات الدورة الخامسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب والمنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من07 إلى 17 فبراير الجاري، بمشاركة أزيد من 700 عارض مباشر وغير مباشر، يمثلون أكثر من 40 بلدا، من مختلف أصقاع العالم قدموا عرضا وثائقيا يتضمن 128.000 عنوان مم مختلف صنوف المعرفة والإبداع، إستجابة لإنتظارت القراء من مختلف الفئات العمرية. حيث عرفت أروقة المعرض إقبالا مكثفا من طرف الزوار نتج عنه إزدحام وعسر في الولوج سببه تغير ملحوظ على مستوى فضاء المعرض الذي باتت تتصدره أروقة الهيئات المؤسساتية التي لا صلة لها مباشرة بإصدار وصناعة المنتج الثقافي. فجل الأروقة الضخمة الممتدة على مساحات واسعة وبديكورات فخمة تعود إلى قطاعات وزارية ومجالس عمومية تعرض منشوراتها الوثائقية وتعرف بأنشطتها، بينما تتزاحم أروقة دور النشر في زوايا ضيقة. ولقد عرف البرنامج الثقافي لهذه الدورة تنظيم العديد من الندوات التي قاربت شؤون الشأن الثقافي المغربي المتعدد التعبيرات اللغوية من عربية وأمازيغية وحسانية، المتنوع الحقول المعرفية والإبداعية، من تراث وأدب وفنون وعلوم إنسانية. ويتردد كذلك صدى العلاقات السياسية، إذ حلت إسبانيا ضيفة شرف بلقاءات بين المثقفين المغاربة ونظرائهم في الجارة الشمالية، بنكهة متوسطية ذات إمتداد تاريخي عميق وطافح بعلاقات الصراع والتلاقح معا. وحضور قوي للناشرين الأفارقة يواكب العودة القوية للمغرب إلى عمق القارة الإفريفية أما الرواق الكبير للصين فيكرس الوجه الجديد لهذه الإمبراطورية.. القوة الناعمة والإشعاع الثقافي في خدمة الطموحات. وكما جرت العادة في الدورات السابقة ، شهد برنامج هذه الدورة تنظيم فقرات سلطت الضوء على التجارب الإبداعية والنقدية التي رأت النور خلال موسم 2018/2019 على الصعيدين المغربي والعربي، صاحبتها فقرات مع كاتبات وكتاب قدموا فيها إلى جمهور المعرض جديد مشاريعهم الفكرية والإبداعية عن طريق مداخلات و حوارات و تقديمات . كما تميز البرنامج بفقرات خاصة تكريما لأعلام رحلوا عنا إلى دار البقاء، بعد أن تركوا بصماتهم على مشهد الثقافة المغربية والعربية. إلى جانب فقرة مخصصة لشاعر فلسطين الكبير وصديق المغرب الثقافي الراحل محمود درويش في إشارة من إدارة المعرض إلى إستمرارها في العناية بالشعر كتعبير إنساني راقٍ يرافق الإنسان منذ فجر وجوده كما تضمن البرنامج الثقافي أمسيات شعرية شارك فيها شعراء مغاربة وعرب وأجانب، حلوا ضيوفا على المعرض، قادمين إليه من الجهات الأربع للعالم. وهي الأمسيات التي توجتها أمسية شعرية للشاعر وديع سعادة الفائز بجائزة الأركانة العالمية للشعر 2018. وكان للطفل واليافعين نصيب في هذه الدورة حيث وضع برنامجا خاصا تتخللته فقرات تثقيفية عملت على إغناء الإدراك، وتحفيز ملكات الإبداع، من خلال ورشات علمية وفنية وكوريغرافية، كما نظمت بعض المدارس زيارات لتلاميذها من أجل تقريب الطفل من عالم الكتاب وتوعيته بأهميته.