من على بحر في مساء جليل نضح وجهها من وشاح زهو جميل مريم في سماء القدس عذراء فتحت صدرها المَتْبول وارتوت بالدعاء هي أنثى في حضنها وليد بين جنبيها شعاع هي محال تحبل بالأمس يولد الجديد هي بلاد تُشد القلوب لوجهها تقصر المسافات ويدنو المساء بين قصرين حمري وبحري يصلي للبتول
في موعدها البعيد تهديك ظلا من طيفها يؤنس الطريق يوقد البرد نارا يوفد الريح نايا بلحن رفيق هي عفراء تشدو لتموز مشطورا على ربوة في مجاز يرشف شايا منسيا كي لا يغرق في الحنين هي عنقاء من رمادها يورق ربيع تلهب في النفس اندلاع الأنين عشتار فصل شتوي في عمر خريف
على باب السياب أرضعتني وجعها المفتول وتجملت بالبكاء هي أنثى كغير النساء تثير الهمس تحتسي الرجاء في سفينة مغمورة بفيضها حدثتها الروح: يا مريم اقنتي لربك لا تفزعي لا تخضعي لعبد ذلول وجع هذا النهار وغدا رسول احضني كتبك وانثري دمعك إنا نبشرك بميلاد وعيد
عيونَ فيروز: على جرْس ناقوس بباب المسجد الحَلَبيّ كان اللقاء بعينيكِ ذاك الدمع بعينيك ذاع اللمع يخلط أزرق البحر بأسود ليل طويل أمَّ الفداء دثريني بأشفار لوعك عساني أغسل ما رأت عيني من حمرة ليل في حلكة عمر حزين ------------------------------------------------------- * تلقينا وردة حمراء من تلامذة أعزاء، بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة، ووعدناهن/م بإهداء. لم أجد الآن أنسب من هذا النص الممزوج بالشعر والقلب، وبالتاريخ والأسطورة والذكرى. كتب على مشارف ميلاد سنة 2017.