المكتب المسير يعن إستقالته الجماعية.... وجمع عام إستثنائي يلوح في الأفق للإعلان عن حل النادي. دخل نادي طلبة تطوان لكرة اليد منعرجا خطيرا بل وحاسما، أصبحت معه كرة اليد التطوانية مهددة بالزوال والإندثار، وبدت معالم أفول نادي شرف الرياضة التطوانية عامة وكرة اليد التطوانية خاصة، بتاريخها وأمجادها. فقد بات نادي طلبة تطوان فرع كرة اليد يعيش أسوء أيامه وأصعب الظروف جراء غياب الدعم المالي من جميع المؤسسات الرسمية والإقتصادية بالمدينة، الشيء الذي أفسد عليه وعلى محبيه أجواء الفرح بلعب الدوري المصغر للمنافسة على لقب البطولة "البلاي أوف" الموسم الماضي ذكورا وإناثا، لأول مرة في تاريخ النادي وفي تاريخ كرة اليد التطوانية. فنادي طلبة تطوان لكرة اليد الذي يعد ذاكرة متجدرة في تاريخ الرياضة التطوانية، والذي صنع أفراحا كبرى للمدينة على مدار 40 سنة من الممارسة، أنجب العديد من القامات الرياضية، وأطر أجيالا من الرياضيين والشباب، بل كان إلى وقت قريب متنفسا رياضيا للمدينة ولأبنائها، حتى أضحى منذورا إلى الزوال، من خلال ما أسفر عنه الجمع العام العادي الأخير المنعقد بالجماعة الحضرية لتطوان، أمس الثلاثاء 18 شتنبر الجاري، من استقالة جماعية للمكتب الإداري للفريق، وتشبت جميع منخرطي النادي بالإنسحاب الجماعي من تدبير هذا الهرم الرياضي لمدينة تطوان، جراء عدم إستجابة الجهات المسؤولة عن الشأن الرياضي بالمدينة وكذا مسؤوليها، لنداءات الإستغاثة وصفارات الإنذار التي ما فتئ يطلقها مسيرو النادي، دون أن تجد آذانا صاغية، ونيات حسنة لأجل النهوض بهذا النوع الرياضي الذي شرف الرياضة الوطنية في العديد من المحافل الدولية والقارية. وهكذا وخلال الجمع العام العادي للنادي والذي كان بمثابة الإعلان تأبين النادي أو بالأحرى دخول كرة اليد التطوان "قاعة الإنعاش" جراء الموت السريري الذي ألم بها، بعدما أعلن المكتب المسير تقديم الإستقالته الجماعية والتشبت في عدم مواصلة رحلة العذاب التي عاشها المكتب المسير، خلال السنوات الأخير من تسييره لشؤون الفريق. فرغم الإشعاع الذي حققه النادي في المحافل الوطنية والإنجازات الغير المسبوقة في تاريخ كرة اليد التطوانية، بل ورغم التاريخ المشرق لهذا النوع الرياضي، الذي نكاد نجزم أنه يضاهي تاريخ كرة القدم التطوانية من حيث العطاء والإشعاع، فإن المسؤولين بالمدينة تجاهلوا في العديد من المناسبات النداءات والإستجداءات لإنقاذ هذا النوع الرياضي من الزوال، لتكون محطة الأمس مفصلية في تاريخ النادي، الذي قد يضطر إلى عقد جمع عام إستثنائي، في ظل عدم وجود مكتب مسير جديد، للإعلان عن حل الجمعية، وبالتالي إنسحاب نادي طلبة تطوان ذكورا وإناثا من منافسات القسم الوطني الممتاز لكرة اليد، والإعلان رسميا عن نهاية فريق إسمه نادي طلبة تطوان لكرة اليد، بكل حمولته التاريخية والرياضية والإشعاعية. فمن خلال ما تم تقديمه من أرقام في التقرير المالي خلال الجمع العام العادي، يوم أمس الثلاثاء، يتبين حجم الجحود واللامبالاة التي لاقاها المكتب المسير، خلال مسيرته الرياضية، التي تميز بالتألق خلال الموسم الرياضي المنصرم. فنادي مثل نادي طلبة تطوان يقوم بتأطير حوالي 150 رياضيا بمدينة تطوان، ويسهر على إنتشار وتوسيع القاعدة الرياضية لكرة اليد بمدينة تطوان، ويحقق إنجازات غير مسبوقة، لايستحق كل هذا الجفاء والجحود، خاصة وأنه وفي ظل نداء الإستغاثة ودق ناقوس الخطر، يشاهد بأم عينه العناية والإهتمام الذي يلاقيها فريق معين بتطوان من طرف مسؤولي المدينة، كلما أطلق نداءاته وإستغاثاته، مما يجعل مسيري كرة اليد يحسون بغصة كبيرة وبنوع من التحيز بل والإحتقار. فالأرقام الصادمة التي قدمها التقرير المالي، المصادق عليه بالإجماع، تؤكد أن النادي صرف خلال الموسم الرياضي المنصرم أكثر من مليون درهم، لم تتجاوز مداخيله أكثر من 10 في المائة من مجموع المصاريف، هذا دون الحديث عن العجز المالي المتراكم عن السنوات السابقة والتي وصلت إلى أكثر من 3 ملايين درهم، لكل هذا وحفاظا على سمعة النادي وسمعة الرياضة عامة، قرر أعضاء المكتب المسير تقديم إستقالة جماعية من تدبير شؤون الفريق، ورمي الكرة في يدي المسؤولين مركزيا وجهويا وإقليميا، قصد وضعهم أمام مسؤولياتهم التاريخية تجاه هذا الفريق وتجاه كرة اليد التطوانية، من أجل إخراج النادي من قاعة الإنعاش، أو الإعلان عن التأبين النهائي لفريق شرف الرياضة الجماعية بالمدينة والجهة ككل.