يقصد الآلاف من المواطنين شواطئ جهة طنجةتطوانالحسيمة، وتتميز هذه الشواطئ بتواجد أحجار على ضفافها، و قيام بعض المصطافين بملأ "شكارات" أكياس بالرمل ووضعها على ضفة الشاطئ، الأمر الذي يغري بعض المصطافين من الشباب والأطفال بالقفز منها للتمتع بجاذبية الغوص في الماء بعد النزول بسرعة في مياه البحر، الأمر الذي يؤدي في حالات عديدة بارتطام رأس القافز بأحجار أو رمل قاع البحر، الشيء الذي يسبب في الحين إعاقة حركية شاملة أو إعاقة الشلل الدماغي، أو الوفاة، ومن المعروف أن الإعاقة تصبح حالة تلازم صاحبها مدى الحياة، وتتطلب تكاليف مادية ومعنوية باهضة تتحملها الأسر لوحدها. في هذا الإطار، تم معاينة يوم السبت 04 غشت 2018 قفز شاب في مقتبل العمر ذو قامة طويلة وذي بنية جسمية رياضية من حجرة مرتفعة ومطلة على ضفة شاطئ السطيحات بإقليم شفشاون، حيث ارتطم رأسه بقاع البحر وأصيب بإعاقة الشلل الدماغي مباشرة بعد طفو جسمه فوق سطح الماء و بعد إخراجه من لدن بعض أصدقائه، بقي الشاب عديم الحركة مع توقف حركات يديه ورجليه، وعجزه عن التواصل، و بعد حضور الإسعاف، أكد رجال الوقاية المدنية إصابته بالإعاقة الحركية التامة.
يرتفع عدد المصابين بالإعاقة الحركية وترتفع الوفيات في كل صيف نتيجة القفز في الماء من مرتفعات طبيعية كأحجار الجبال بالشواطئ والأنهار أو مرتفعات من صنع الإنسان كالمسابح وغيرها، الشيء الذي يستدعي من القيادة الجهوية للوقاية المدنية طنجةتطوانالحسيمة، والمندوبية الجهوية لوزارة السياحة طنجةتطوانالحسيمة، والجماعات الترابية المسيرة لأماكن الاصطياف، وأرباب الفنادق والإقامات المتوفرة على المسابح، و المجتمع المدني وخصوصا الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة والصحة والإسعاف الطبي بتنظيم حملات تحسيسية قبل وأثناء موسم الصيف لتحذير المصطافين وخاصة الأطفال منهم عبر مطويات، وورشات، وملصقات، ووصلات إشهارية بالراديو والتلفزة، وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي لكي يصل التحذير لأكبر عدد ممكن من المصطافين.
ونعتقد بأن المسؤولية الأخلاقية والوطنية لحماية المصطافين تقع على عاتق الأحزاب المسيرة للجماعات الترابية المسيرة لأماكن الاصطياف لأنهم من سكان تلك المناطق ويعرفون جميع النقط الخطيرة التي يمكن أن تشكل خطرا على المصطافين، وبالتالي عليهم وضع علامات منع القفز، أو تسييجها، أو على الأقل كتابة التحذير بطلاء أو الجير حتى تكون التكلفة منخفضة، وبالتالي سيجنب الزوار من الاقتراب منها.
إن مأساة هذا الشاب المذكور أعلاه الذي أصيب بالإعاقة لحظة استمتاعه بالبحر والآخرين الذين فارقوا الحياة، تعتبر كارثة شخصية لهم ولأسرهم ووطنهم، ويمكن تفاديها بتدابير وإجراءات ذي تكلفة مادية بسيطة لاتتعدى علبة صغيرة من الطلاء أو غيرها من الوسائل، ستعود بالنفع العميم وستحمي فلذات أكبادنا من الإعاقة والموت المبكر وستجعل شواطئ الجهة آمنة للجميع.