عذرا صاحبة الجلالة ان تطاولت على مقامك المهيب وسلطانك العظيم وقد رأيت العبيد الانجاس قد خلعوا عنك ستر الوقار و الاحترام فصاروا بإسمك يبايعون اسياد القوم فيقدمون لهم فروض الولاء والطاعة مقابل صكوك الغفران لدخول جنة الريع والولائم حتى صار منهم من نصب نفسه فصيلا نقابيا لجهاز البوليس يتذمر ويحزن لعدم ترقية بعض السجانين ويمجد وينمق سيرة آخرين.يا صاحبة الجلالة عذرا ان صار جاهك ممرغا في اوحال المدح والتبجيل وصار النقد والرأي الحر مرادفا لقلة الحياء ومهددا صاحبه بالوعد والوعيد.ماذا جرى لك يا صاحبة الجلالة حتى صار الانذال باسمك يتبوأون الصفوف الامامية ويقام لهم ولا يقعد .ماعادت التحاليل والمعالجة الجادة للخبر تنفع بل صارت اخبارالتدشينات والعقيقة والشدة موضة تلمع .عذرا ثم عذرا ثم عذرا يا صاحبة الجلالة انه زمن النت الذي اتاح للجاهل ان ينط بلا خبرة ولا شواهد فقط بوجه صلب كالحائط وبلا كرامة ولا مبادئ.