انتصب العقرب و الرابعة، استعدت للخروج قبل الشروق، تاركة كعادتها فوق الثلاجة النقود، مرت عليها زميلتها و أخذتا الطريق حديثا عن عناء الأمس، لازالت شقاوة الغلس تتلعلع في أعين الذئاب لكن الهمة رصاص يفتك ذاك الطموح، وصلت حيث شاء القدر أن يكون المآل، حيث اختلطت الحاجة بالمصير، الذل بالصبر، أينما امتزج الظلم بالاضطرار، التعب بالاستمرار، تربع الكلل... ما هذا الذي أنا فيه؟ كأني قطيع يتدافع نحو المجهول، وردة ترتمي في أحضان الشوك مرا وليس شوقا؟ ماذا أكون؟ حقوقي بحر في الشرع و القانون، حروف متدافعة لا تغني و لا تسمن من جوع... تختلي الأحلام بالأمل في مضجع السناء ، تمر غيمة فاتكة على جور، الأنفاس تختنق تصيح وما من مجيب... أنا أموت، لا تغتصبوا بسمة الثغر الواعدة، دعوا الأسارير مستبشرة، أنا وهن اعتاد الضجر، كنت وردة بهية، غرني الأمل فأخلفت روضا تملى، و ها القدر يجعله خلفا يتلظى... استجابت الروح لنداء القدير، وكتب القلم تاريخ امرأة تشقى بمعبر سبتة.