نظمت الثانوية التأهيلية القاضي ابن العربي بتطوان يوما دراسيا حول شخصية التهامي الوزاني تحت عنوان أعلام المعهد الديني بتطوان التهامي الوزاني نموذجا وذلك يوم أمس الجمعة 15 شعبان 1438 الموافق 12 ماي2017 وقد خصصت الفترة الصباحية لإقامة معرض الأرشيف الوثائقي للمؤسسة فيما كان موعد الجمهور مع الندوة العلمية في المساء..حضر هذه الندوة بالإضافة إلى أطر المؤسسة وعدد من تلاميذها ثلة من الأساتذة الذين عملوا سابقا بالثانوية وبعض أعضاء مؤسسة محمد داود للثقافة والتاريخ ورئيس مركز أبي الحسن الأشعري وبعض الباحثين به وأعضاء من المجلس العلمي المحلي بتطوان وأطر المصلحة التربوية بالنيابة الإقليمية بتطوان وعدد من المهتمين. افتتح هذا اللقاء العلمي مدير المؤسسة الأستاذ محمد اهواري الذي رحب بالحضور الكريم وبالسيدات والسادة المتدخلين وهم على التوالي الأساتذة حسناء داود وعبد العزيز السعود وأحمد الستيتو ومحمد بلال أشمل ومحمد املح ثم أعقبت ذلك كلمة رئيس جمعية أباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسة. وفي مداخلة بعنوان المبادرات الأولى للتعليم الديني بتطوان توقفت الأستاذة حسناء داود للحديث عن دور العالم سيدي التهامي الوزاني في إدارة المعهد الديني بتطوان - اللبنة الأولى لثانوية القاضي ابن العربي- متتبعة محطاته الثلاث ما بين سنوات 1930/1934/1937 حيث أنشأ المجلس الأعلى للتعليم الإسلامي بالمنطقة الخليفية راصدة أدواره الكبرى في ترسيخ الهوية الدينية واللغوية والتاريخية للمغرب مع ثلة من أعضائه ومنهم - بالإضافة إلى التهامي الوزاني- محمد المرير- محمد الغنمية- علي الخطيب- محمد داود- أحمد بن تاويت. فيما وقف الدكتور عبد العزيز السعود للحديث عن السمة الكارزمية والشاذة/الفريدة لشخصية التهامي الوزاني بما تحمله من معاني التفرد والندرة بين أقرانه من خلال سيرته الذاتية –الزاوية- التي تعتبر بحق سيرة خاصة تؤرخ لحياة الرجل وخصوصياته ومن خلال – كذلك- بعض الشهادات التي استقاها من أدبيات كل من معلمه الفقيه محمد الكحاك والرحالة اللبناني أمين الريحاني والأديب التطواني محمد الصباغ. المداخلة الثالثة تطرق فيها الدكتور أحمد الستيتو إلى تمكن الرجل من أحد العلوم الشرعية التي برع فيها وهي علم التفسير فكان عنوان المداخلة نظرات في تفسير القران الكريم من خلال عمله الرفرف والمكب والسوي الذي نشره على أعمدة الصحيفة المحلية –الريف- ما بين 1949/1955 اشتملت على تفسير سورة البقرة والنجم وكذلك من خلال كتاب لرابطة علماء المغرب -التهامي الوزاني في ذكراه الأربعين- الذي اشتمل على شهادات مهمة في حق هذا الرجل من العالم المغربي عبد الله كنون. وقد بين المتدخل أن الوزاني كان في تفسيره يروم الدعوة إلى إصلاح الفرد والمجتمع منتهجا التفسير الفردي الذي لا يعتمد فيه على النقل عن المفسرين السابقين. أما مداخلة الدكتور بلال أشمل فاختارت التحليق في الأدبيات الاسبانية – بحكم اهتمام الرجل بهذا المجال- فاختار لها عنوان -الهوى الاسباني عند الشيخ سيدي التهامي الوزاني- انطلاقا من شهادة زميله الفقيه المؤرخ محمد داود بين لنا فيها ما تفرد به الرجل من كتابات وانفعالات..وقد تجسد هذا الهوى كما بحثه المتدخل في الداعي العلمي والداعي السياسي والداعي الثقافي من خلال إقبال الرجل على تعلم اللسان الاسباني وترجمته لبعض الأعمال والنصوص الاسبانية وعلى رأسها رواية - دون كيشوط دي لا مانشا- وغير ذلك. في حين توقف الدكتور محمد املح للبحث في فن المقالة لدى الشيخ التهامي الوزاني وخاصة المقالة السياسية نظرا لغزارة إنتاج الرجل وبحكم تزامن هذه الشخصية مع ما كان يعيشه المغرب آنذاك من الدفاع عن وحدته الوطنية أيام الاستعمار الاسباني والفرنسي جعلته ينخرط في العمل السياسي والثقافي والفني لمقاومة المستعمر.. وقد تخللت هذه العروض العلمية شهادات في حق الرجل ألقاها كل من الأساتذة رضوان احدادو ورشيد مصطفى وإسماعيل شارية وقصيدة شعرية للأستاذة انتصار مولينة.