لا حديث في المكتب في الحمام في الموقف ... إلا حول موضوع الحكومة ، كل الرجال يتفاوضون ويقفون أمام عدسات الكاميرا ويتعانقون رغم العداوة ..كلهم يرغبون أن يكونوا وزراء ..أما النساء لا حق لهن في ذلك. رغم عيد الأم ،والمرأة ،وبداية الربيع أقول لكم الحكومة هي إدارة سياسية لفترة قصيرة من عمر الوطن ، بينما الوطن هو التاريخ والجغرافيا والذاكرة والشهداء وعظام الأجداد.. وأناقة المفكرين . الوطن هوالشجرالباسق الناظر للسماء يطلب منا الإستمرار واقفين لا منبطحين، الوطن هو الفكر والكتب والنظريات وتقريب المعرفة والمسافات ، الوطن تحصين لذاكرة اللغة والثقافة والعادات والتقاليد أما الحكومة هي رغبة في الدخول والخروج والإصطفاف . هذه الذاكرة يحميها الوطن ، ولا تٌدرسٌها الحكومات إهتموا بالوطن ولا تراهنوا على هيلكة الحكومة . لا تنتقموا من الوطن بسبب حكومة سيئة أثقلت كاهلكم بالزيادات والإقتطاعات والرفع من سن العمل ... ! نضاليتنا لا تقاس بالهرولة لكسب المناصب ، إرادتنا تقاس بحب كل الممرات وتنظيفها ، استثمروا الإشارات اشركوا المرأة في القرارات والمشاورات ، لم تعد المرأة الكائن الذي يذكرها ب 8 مارس ويرفع سقف المناصفة ، أين مطالب الطفولة والكهولة ؟الماضي أثقل كاهلنا ،والمستقبل افتقدناه .فكروا معي ولنردد بصوت مرتفع . المواطن لا يحتاج إلى حكومة نظيفة لتكون له كرامة، ولكن المواطن يحتاج إلى وطن يقدر أبنائه ؟؟؟