ليس هناك من مجادل حول ان اغلبية النظم السياسية تعادي الاعلام المستقل معاداة مطلقة ولكنها بالمقابل تحتاج الى اعلام موجه للترويج لأيديولوجيتها وسياستها وليس هناك ايضا أي مجادل في ان الاعلام الحر والمستقل لا يزدهر ويشع ويقوم بدوره على اكمل وجه الا في النظم السياسية التي قطعت اشواطا على طريق الديموقراطية …. ما هي علاقة الاعلام بالراي العام ..؟؟؟ ما هو دوره في بناء الراي العام ؟؟ هل يمكن اعتبار الاعلام جزء من الراي العام ام هو صانع له ومؤثر فيه .؟ هل يمكن للإعلام ان يتأثر بالراي العام السائد ..؟؟؟؟ ما علاقة الدولة بالإعلام ؟ ولمادا سمي الاعلام بالسلطة الرابعة ؟ وهل هو سلطة فعلا؟ و ما علاقة الاعلام بالأحزاب السياسية وبالمجتمع المدني ؟؟ وما هي القوانين والاجراءات الادارية التي تسمح للإعلامي بالوصول الى المعلومة ؟ ما علاقة الاعلام الحر والمستقل بالحرية ؟ هل هو حر فعلا؟ ما هي حدود حريته ؟ هل هي حرية مطلقة ام نسبية ؟ هل من المنطقي نشر جميع المعلومات دون تحفظ؟ ام يجب نشر المعلومات حسب الشروط الاجتماعية والسياسية الملائمة ؟ لمادا نعتبر المعرفة سلطة وامتلاك المعلومة والمعرفة هو امتلاك للسلطة … يجزم الكل ان للأمن دور بالغ في حياة الامم كما ان هدا الاخير يعتبر ركيزة اساسية لدعم وتنمية الحس الامني والوقائي حيث ان الامن لم يعد قاصرا على مكافحة الجريمة بل اصبح يسعى قبل دلك الوقاية منها ، عبر تعاونه مع جميع افراد المجتمع في حفظ الامن والاستقرار بصورة او باخرى مثلما يعتبر الاعلام وسيلة لتوسيع الافاق المعرفية لأبناء المجتمع بحيث يتواصلون مباشرة مع اخر المستجدات في المدينة التي يعيشون فيها لكن قبل دلك علينا ان نحدد نوعية الاعلام الدي يتم الاعتماد عليه من طرف الامن ، هل الاعلام الرسمي ، من جرائد يومية ، واسبوعيات ، وقنوات الإذاعة والتلفزة ، ام ان تعاون الامن مع وسائل الاعلام يمتد الى جميع المنابر الاعلامية المستقلة ، على غرار ما هو معمول به بالدول الديمقراطية … في البداية اود ان اطرح سؤالا عريضا حول استعمال مصطلح الوضع الامني ، او بعض المصطلحات الاعلامية التي تتداول في كثير من الاحيان بالقول ” تدهور الوضع الامني ” ، او انفلات الوضع الامني ” ، وغيرها من العناوين الكبيرة والبراقة التي تجدب الانظار لكنها قد تحمل الحقيقة او لا تحمل منها شيئا ، فعلى كل فالحديث عن الوضع الامني من الجانب الاعلامي سيختلف كليا عن الحديث عنه من وجهات نظر اخرى ، فالإعلامي بصفته تلك ، تجعله قريبا من اخبار ” انعدام الامن ” اكثر من اخبار استتباب الامن ، وما يجعل الموضوع بهاته الطريقة هو غياب التواصل بين المصالح الامنية والاعلام بشكل عام الامر يجعل من الصعوبة بمكان اطلاع الراي العام على حقيقة الوضع وما جرى ويجري…. فقد يصل لعلم الصحافي او المراسل او متعاون وقوع سرقة او اعتداء في يوم كدا وبمنطقة كدا ، فيسارع لنقل الخبر بناءا على شهادة او شكاية الضحية نفسه ، ويقدر دلك بكونه انعدام للامن ، لكنه نادرا ما يعود للموضوع ليقول ان المصالح الامنية تمكنت فعلا من اعتقال الفاعل؟؟ هدا الامر لا يمكن اعتباره تقصيرا من الصحافي ولا تحامل ، قد يصف البعض ما نكتبه في كثير من الاحيان ، لكنه مرتبط بضعف التواصل وانتقال المعلومة بين المصالح المعنية والمراسل او الصحافي او ناشط ” فيسبوكي ” ، الدي لا يهمه الا البحث عن الخبر الصحيح وليس عن تصفية حسابات او نقل الاخبار الزائفة او المغلوطة ؟ لكنه قد يسقط في المحظور احيانا بسبب غياب الطرف الاخر في المعلومة. فغالبا ما يتم اعتماد مصدر واحد هو الضحية ، الدي يكون محملا بالغضب والتراكمات فينزل غضبه على المصالح الامنية ، هاته الاخيرة التي يصعب التواصل معها سواء في حينه عبر الهاتف ، او حتى بالاتصال المباشر فلا احد يستطيع اعطاء الخبر او تمكينك من مجريات التحقيق لكونه يرى انه جزء من اسرار المهنة وهو ما يعاقب عليه القانون.. يتبع...