حولت المعارك القضائية الشرسة بين سامسونغ وأبل والتي تشهدها محاكم 20 دولة في العالم حاليا المعارك بين شركات التكنولوجيا من صراع حول توفير أفضل المنتجات بأفضل الأسعار إلى صراع قضائي محموم. فقد شهدت محاكم هولندا واستراليا قضايا بين سامسونغ وأبل إذ تهدف كل شركة منهما إلى وقف بيع منتجات الشركة الأخرى. التصاميموتتهم أبل شركة سامسونغ بأنها سرقت تصميم جهازي آي فون وآي باد وقدمت جهازيها غلاكسي اللذين يعملان بنفس فكرة لمس الشاشة. وفي المقابل تتهم سامسونغ شركة أبل بأنها تستخدم براءات اختراع تتعلق بتكنولوجيا اتصالات الجيل الثالث من دون استئذان سامسونغ. وتذكر المعارك بين الشركتين بتلك التي سادت في وقت سابق بين مايكروسوفت وغوغل حول استخدام المحتوى على الإنترنت. ويقول غوردون كروك في مدونة "تيك كرانش" إنه من غير المتوقع أن تهدأ حدة المعارك بين أبل وسامسونغ مالم تتأكد سامسونغ أنها لن تتعرض لملاحقات من جانب أبل. حصلت شركة أبل على حكم قضائي بمنع بيع غالاكسي في ألمانيا بينما ترى كيت هانافورد في مدونة (جيزمودو) إن المعيار الأكبر في مبيعات الشركات سيظل دائما تقديم أفضل المنتجات بأفضل الأسعار وأن الشركات تتنافس في تقديم كل ما يسهل حياة البشر ويجعلها أكثر متعة. وقد بدأت هذه الملاحقات القضائية في كاليفورنيا مقر أبل في وقت مبكر من العام الحالي وبلغت ذروتها الشهر الماضي عندما قضت شركة ألمانية بمنع تسويق هاتف غالاكسي من سامسونغ في الأسواق الألمانية بناء على قضية ربحتها أبل في هذا الشأن. كما أجلت السلطات الاسترالية طرح تابلت غالاكسي تاب من سامسونغ لحين النظر في دعوى تقدمت بها أبل لمنع تسويق الجهاز. ومن المنتظر أن يتم وقف تسويق هاتف غالاكسي خلال أسابيع في هولندا. وتقول شركة سامسونغ إنها تستخدم تصاميم خاصة بها ولا تستخدم تصاميم شركة أبل فيما تقول شركة أبل إنها عندما تشتري الشرائح الإلكترونية من سامسونغ والتي تستخدمها في كثير من أجهزة آي فون وآي باد فإن ذلك يعني موافقة من سامسونغ لاستخدام تكنولوجيا اتصالات الجيل الثالث الخاصة بها. هيمنة وتهيمن أبل على سوق الهواتف الذكية في العالم حاليا حيث زاد عدد مستخدمي آي فون حاليا عن 40 مليون مستخدم وباعت أبل خلال الربع الأول من هذا العام ما يزيد عن 14 مليون تابلت من نوع آي باد مقابل 7 ملايين تابلت من نوع غالاكسي باعته سامسونج طوال عام 2011. وترغب سامسونغ في زيادة مبيعاتها من هاتف غالاكسي وتابلت غالكسي تاب بمقدار خمس مرات خلال الفترة المقبلة وهو ما جعلها تلجأ إلى القضاء لمحاولة صد الهجوم القضائي الذي تشنه ضدها أبل في كثير من دول العالم. وقال مراقبون إنهم يعتقدون أن المعارك القضائية بين الشركتين ستؤدي إلى خفض أبل لعدد الشرائح الإلكترونية التي تشتريها من سامسونغ وأن تتجه لشراء شرائح من شركات أخرى مثل توشيبا.