فبعد عقدين من ممارسة السياسة بمنظور شعبوي تغلب عليه خطابات تحريضية تعمل على دغدغة مشاعر المواطنين الذين كانوا قد ضاقوا ذرعا من سياسة التهميش والإقصاء الذي كان ينهجها الخصم التقليدي للإتحاد مقتبسا كل مفردات العنف اللفظي من قاموس التحقير والتنقيص من سياسة الخصم. مستغلا السياق الوطني الذي كان يحضر لما كان يسمى بالتناوب التوافقي الذي كان يقوده القائد عبد الرحمان اليوسفي، أتاح للزعيم التاريخي لحزب عمر بمرتيل السيد محمد أشبون أن بتربع على عرش المسؤولية الجماعية بكل أريحية واطمئنان مستعينا بشبكة من المركب المصلحي تقاطعت فيه مصالح المثقف برجل المال وتجار الإنتخابات بأصحاب الحال الذين رأوا في الإتحاد الإشتراكي تلك الدجاجة التي تبيض ذهبا .و هكذا صال وجال رفاق المهدي بمرتيل إلى أن جاءت رياح التغيير الترغية بما توفر لها من مال وعتاد مستغلة إنهيار الصرح الإتحادي لعوامل ذاتية و موضوعية لا مجال لإستحضارها اليوم ، يقودها شاب عز عليه أن يرى صروح وخيام أبائه وأجداده تنهار على الأرض كقطع الدومينو الأول بالآخر،فأقام هو الأخر ركائز حكمه على شبكة من الأتباع رأوا في غيابه الدائم عن الجماعة الفرصة السانحة للإغتناء الفاحش فارضين على الراغبين في الحصول على رخص إدارية إتاوات إرتشائية أصبحوا من ورائها أغنياء قذرين جادت بهم رياح الإنتخابات البشعة بشاعة قوادها المفترسين الذين داسوا على كل قيم الممارسة السياسية الشريفة إقتنصها محام شاب مخترقا الصفوف ليجد لنفسه مكانا تحت الشمس قائلا للجموع إن الإتحاد الإشتراكي اليوم ليس هو إتحاد الأمس ،خابرا بمعطيات الواقع التي تقول إن المعركة في الساحة السياسية هي في الغالب وفي كل الأحوال تعود لعلي أمنيول بما يتوفر عليه من كاريزما جارفة تسمح له بقيادة مركبة الجماعة لعقود أخرى رغم الغيابات العديدة إلى حد الإستفزاز،فقرر هذا القائد الجديد للإتحاد أن ينقل المعركة إلى أروقة المحاكم نابشا في خروقات الخصم الإنتخابية والتسييرية فكانت له الجولة الأولى عندما إستطاع أن يرجع عقارب الساعة في ملف الطعون إلى بداية الصفر. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو هل نحن أمام موجة جديدة من الزعماء السياسيين المثقلين بفكر قانوني وحقوقي يستطيعون خلخلة الوضع السياسي المتكلس-بنحساين محمد،هشام بوعنان-أم أن الكلمة الأولى والأخيرة هي لدهاقنة الفعل السياسي الشعبوي معشوقي الجماهير الخالدين -أمنيول،أشبون. طباعة المقال أو إرساله لصديق