شهد فضاء المدرسة العليا للأساتذة بمرتيل مساء أمس 23 من فبراير 2013 ، تنظيم مائدة مستديرة تحت عنوان "الأحزاب السياسية و تدبير الشأن المحلي بمدينة تطوان" و التي كانت من تنظيم الصفحة الإخبارية بالموقع الإجتماعي "الفيسبوك" (ويكيلكس مرتيل) و بتنسيق مع منتدى الجمعيات بمرتيل، في بادرة مميزة أثارت استحسان وإعجاب جميع الحاضرين.. و قد عرفت هذه المبادرة التي تعد الأولى من نوعها مشاركة كل من حزب الإتحاد الإشتراكي ممثلا في الأستاذ محمد أشبون الرئيس السابق للمجلس البلدي بمرتيل و برلماني سابق عن المدينة ، حزب الأصالة و المعاصرة ممثلا في الكاتب المحلي للحزب بمرتيل الأستاذ هشام بوعنان ، و حزب الحركة الشعبية ممثلا في كاتب الشبيبة الحركية بمرتيل الأستاذ سليمان أشتوي ، بينما تغيبت بقية الاحزاب المدعوة لمبرر قاهر ، باستثناء حزب العدالة و التنمية الذي يشارك في تسيير المجلس البلدي لمرتيل ، و الذي تخلف عن تلبية الدعوة دون وجود أية مبررات مفهومة ، بل الأغرب لجوءه لنشر شبه بيان يصرح فيه بعدم مشاركته قبل يومين من موعد اللقاء . و تجدر الإشارة إلى أن أشغال المائدة المستديرة قد استمرت زهاء خمسة ساعات متواصلة ، و شهدت حضورا نوعيا مكثفا ، و عرفت ثلاث مداخلات مركزية ، أولاها ألقاها الأستاذ سليمان أشتوي و الذي عبر بداية عن استغرابه من تخلف عنصرين مهمين عن أشغال هذا اللقاء المتميز ، خاصة و أنهما يشاركان في التسيير و هما ممثل حزب العدالة و التنمية ، و رئيس المجلس البلدي علي أمنيول ، عارجا على المعارضة التي وصف إياها بالضعيفة و المخيبة للآمال خصوصا و أنها بعد الإنتخابات وعدت بممارسة معارضة شرسة أكثر منه لحظة كانت في التسيير ، و متسائلا عن أسباب انسحابها المفاجئ من المجلس سابقا و عودتها اللامفهومة إليه لاحقا ، منتهيا بتقييم دقيق لواقع المجلس البلدي الحالي الذي يسوده حسب وصفه التسيب ، والتخبط ، و تهميش مصالح الساكنة ، و إقصاء للشأن الثقافي و التربوي و الرياضي ، و غياب المخاطب داخله . ليخلص في نهاية تدخله إلى ضرورة وضع استراتيجية حقيقية لمواكبة مشاريع التنمية ، و ضرورة الإسهام في وضع تصور يخدم الصالح العام عبر سياسات جدية و واقعية و جذرية . المداخلة الثانية كانت للأستاذ محمد أشبون ، و قد اتسمت بتمرير عدة رسائل مشفرة ، رغم البداية الدبلوماسية التي استهل بها كلامه ، إذ عبر من خلالها عن رغبته في تجاوز مسألة معاتبة الأحزاب المتغيبة ، و تجاوز معاتبة تخلف الرئيس عن الحضور ، ليعرج مباشرة على تفصيل بعض الجوانب القانونية المتعلقة بالميثاق الجماعي ، واضعا شبه مقارنة بين الميثاق الجماعي لسنة 1976 و نظيره لسنة 2009 ، طارحا تصوره حول موضوع اللامركزية و التعديلات التي لحقت القوانين المتعلقة بجانب التسيير . و قد ركز في معرض رده على مسألة الترحال السياسي ، واصفا هذا السلوك ب"خيانة الأصوات" و كاشفا عن جانب المؤامرة التي تعرض لها الإتحاد الإشتراكي بعد استحقاقات 2009 حسب ما لمح إليه من خلال تدخله ، مجيبا في ذات الوقت على أسباب و دواعي الإنسحاب من المجلس و العودة إليه لاحقا ، متناولا كذلك رؤاه حول مشاريع و مخططات المجلس و المجتمع المدني و معايير توزيع المنح ، ليخلص أخيرا إلى كشف عدة تجاوزات قانونية يعرفها المجلس الحالي ، نافيا أن يكون عهده قد شهد ما يشابه الوضع الآن ، طارحا كخلاصة عدة تصورات لخلق فضاء سياسي صالح على حد تعبيره . آخر هذه المداخلات كانت للأستاذ هشام بوعنان ، الذي عبر بداية على أنه متواجد في اللقاء بصفته الحزبية و أن لا علاقة له بالمجلس الذي يسير بطريقة تشاركية ، ذاكرا بعض إنجازات الحزب في بعض القضايا المحلية ، و الورشات التي يتم العمل عليها ، رغم سعي بعض الأطراف إلى تشويه سمعة الحزب عبر استغلال احتجاجات حركة 20 فبراير حسب تصريحه . كما أنه قد وصف مرتيلبالمدينة الموبوءة بالإنتخابات ، و هذا الهاجس يحضرها بشدة ، و دعى إلى ضرورة إزالة العوامل المنتجة لهكذا واقع . ثم عرج على مسألة انتقاد الغياب المستمر لرئيس الجماعة و تخلفه عن اللقاء ، معتبرا أن هذا الأمر في نظره مجرد تغييب للقضايا الموضوعية و تغليب لما هو ثانوي ، لأن عمل المجلس مرتبط بمجموعة قوانين منظمة ، لا مجال فيها للحديث عن الغياب بقدر ما يمكن الحديث عن الفراغ ، و أنه لحد الساعة لا يوجد أي فراغ بالمجلس و السير العادي للأعمال جاري ، و أن ما يراج حول الموضوع برمته مجرد مزايدات . كذلك تناول بالتوضيح بعض جوانب قانون التعمير 9012 ، حيث تحدث عن الإشكالات التي يخلقها و العراقيل التي يضعها أمام كل طالب رخصة بناء ، و رابطا بين الرخص و الحملات الإنتخابية ، واصفا إياها بأنها أفسدت البلاد لما تشهده من تجاوزات قانونية . ليخص بدوره إلى ضرورة وضع تصور أو ميثاق شرف بين الأحزاب المتواجدة بالمدينة لتحسين الآداء السياسي بها ، و معبرا عن استعداد حزبه للعمل مع كل من له إرادة حقيقية للعمل و تغيير هذا الواقع ، بدل استعمال لغة الخشب و اللجوء للمزايدات السياسية . مباشرة بعد المداخلات المركزية ، فتح باب التدخلات في وجه الحضور الذي شمل مختلف الأطياف السياسية و الجمعوية و النخبة ، و الذين أغنوا اللقاء بتصوراتهم ، رؤاهم ، انتقاداتهم ، و تساؤلاتهم الجريئة.