كان لعائلة محترمة في حينا كلب أسود شرسا إلى حد الفتك مبتور الذنب يطلقون عليه إسم التشينو يقضي النهار في سبات عميق وعندما يسدل الليل خيوطه يفتح عينه متأهبا للإنقضاض على أي غريب حاول الإقتراب من حمى الحوش الذي تقطن به العائلة، وكان من طباع هذا الكلب الإنتقام من كل أحد سولت له نفسه البليدة أن يؤذيه وهو يمارس رياضته المفضلة النوم خلال النهار ولو بعد أيام. في إحدى المرات وبينما كان التشينو يغط في نومه العميق من فوق سور العوامي الذي كان يحيط بتجزئة كريمة قبالة ملعب الشبار إلى جانب صاحبه الذي كان يشاهد مقابلة في كرة القدم على علو قد يصل إلئ خمسة أمتار، و إذا بأحد أصدقاء هذا الأخير يقوم بدفع الشينو من ذلك العلو الشاهق إلى الأرض مطلقا قهقهات تصل إلى أذن الكلب المسكين كأنها رصاصات مدوية تفتك به لشدة الشماتة الذي تعرض لها. فما هي إلا أيام معدودة حتى صادف أنه كان هناك عرس في الحي وكان من سمات الأعراس في ذلك الوقت أنها مفتوحة للجميع أي أنها مستباحة فالواحد لن ينتظر الدعوة حتى يأتي وإنما هو طنين الغياطة و ضربات الطبالة الذي يستفز آذان الجميع حتى يهبوا زرافات زرافات إلى مكان العرس الذي هو عبارة عن فضاء مفتوح تتساوى فيه الطبقات فلا فرق فيه بين غني ولا فقيرإلا بما يغدق به الشخص من دريهمات على الشطاحة. وماهي إلا لحضات حتى دخل التشينو فجلس على كرسي إحدى العروسين الذي يوجد تحت شجرة الخرواع في الغرسة. ألم أقل لكم أن الأعراس كانت مستباحة؟ فأخد الكلب يجول بعينيه بين الحضور لعله يرمق أحد البلداء الذين نكدوا عليه عيشه فيما مضى ،وما هي إلا دقائق معدودة حتى لاحت له بين الصفوف المترنحة ذلك الصديق الغبي وهو يراقص الشطاحة في زهو وتبختركأنه ألفريدو زمانه، فما كان من التشينو إلا قفز فوق أطباق الهدية منطلقا يشق الصفوف والنساء تولول وتصرخ حتى إنقض على صاحبه يجره ورائه ينهشه نهشا وهو يستغيت وينادي هل من منقذ لكن هيهات هيهات . طباعة المقال أو إرساله لصديق