تتواصل مظاهر العشوائية والتسيب بمدينة الفنيدق، خادشة ما تبقى من جماليتها، وضاربة هدوء شوارعها وأزقتها التي امتدت إليها العدوى، فاحتلت عن آخرها بالسلع المهربة أو المنتهية صلاحيتها، بل حتى تلك التي صدر قرار دولي بمنعها لا زالت تعرض على قارعة الطريق، وتباع للمواطنين على عربات لا تطالها لجن المراقبة الصحية . ولعل الفنيدق قد حطمت كل الأرقام على مستوى الفوضى والعشوائية، حيث لن تغفل عين متجول الكم الهائل من العربات المنتشرة على طول شوارعها الرئيسية، عارضة وجبات السردين والفلفل المقلي في الهواء الطلق، وبجانبها جوطيات الخردة، كما لن يفاجئك منظر الخضر والأسماك تعرض للعموم بجنب حاويات الأزبال المملوءة حتى فمها بعظام الأبقار وبقايا اللحوم البيضاء وبقايا الأسماك الفاتحة أعينها ربما اندهاشا من هذه الصورة السوداء القاتمة التي أضحى عليها حال الفنيدق. لقد أصبحت الفنيدق تعيش تحت رحمة الأشباح، فيما ساكنتها قد غفلوا عن مدينتهم التي أصبح كل من هب ودب يعيث فيها فسادا بلا حسيب ولا رقيب، حتى غدت مجرد سوق عشوائي كبير، يرتاع منه كل ذي شأن أو منصب …