عودتنا وسائل الإعلام الوطنية بالتكتم عن نقل ما يحدث بمناطق الشمال من أفراح وبطولات وإنجازات ومفاسد و حوادث و تضجر المواطنين من انتشارالجرائم المخدرات و تظلم في معبر طاراخال و فساد الأنظمة الإدارية و….و…و… لكن هذه المرة الأمر يختلف: الاستياء كبير بسبب هول العاصفة التي ضربت مناطق الشمال، و خصوصا مدينة تطوان التي سبحت الليلة في مياه الأمطار، و تعثرت بهاحركة السير،كما غرقت سيارات كادت أن تودي بأصحابها، و غمرت المياه العديد من الأحياء، فخرج أصحابها من بيوتهم كي لا تتفاقم الكارثة، وتطوع شباب لإنقاذ أحياء هامشية من الغرق، وتوفي المستشار محمد ياسين مفتاح من جراء صعقة كهربائية بحي الولاية حيث توجه إليه كي يتفقد الأحوال هناك ، وتصاعد نداءات استغاثة خلف مرجان لطالبات بالحي الجامعي وهلع من قنطرة المحنش العائمة بالمياه رغم حداثة إعادة بنائها بمستوى أعلى، و العديد من الحوادث و المآسي التي نزلت على أهل هذه المدينة دون سابق إنذار. "علما بان الجميع مؤمن بقضاء الله الذي لا راد له، والكل سبّح و سأل الله سبحانه اللطف و الرحمة منه". لكن ما يحز في النفس أن إذاعاتنا المتخصصة في إلهائنا بما تعرض "لفريدة ومنار و مهند" أولى بما يحدث لنا، بل الأدهى من ذلك أنها اكتفت بالإعلان عن أربع ملمترات من التساقطات في إحدى نشراتها الجوية بتطوان و كنا وقتها نسعى اللطف بنا من خالقنا من هول هذه التساقطات التي صاحبها حتى" التبروري"، كل النشرات الإخبارية بالرباط لم تعر للأمر اعتبارا، تجاهل تام ومطلق، لا أحد تحدث عن معاناة ساكنة هذه المدينة حتى في إذاعتنا المحلية التي من المحتمل أنها تنتظر أوامر عليا للإعلان عن هذا، لم يتم ذكر خبر واحد عما يقع، باستثناء قطع الطريق بين تطوان و شفشاون ومجانية الطريق السيار بين تطوان و الفنيدق بشكل مؤقت… لم هذا التجاهل المتعمد؟ و هذا الصمت المطبق؟؟؟ ويبقى أمر فتح سد النخلة من احتمالات حدوث هذه الكارثة خصوصا بحي اكويلما ، على خلفية الفياضانات السابقة، متزامن مع قوة السيول الجارفة التي حدثت بعد هذه التساقطات الغزيرة ،و عليه فالأمر بيد السلطات للتحقق من أسباب ما حدث سواء كان من جراء تسيير طائش أو من هول اهتراء بنية يدعي أصحاب ترميمها الكمال في الإنجاز…