لم أشاهد سوى العشر دقائق الأولى من البرنامج الذي يعده "التجيني " للقناة الأولى و كانت ضيفته الوزيرة التطوانية شرفات أفيلال الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة والمكلفة بالماء في حكومة عبد الإله بنكيران الثانية. كنت أنتظر حوارا يختلف عن باقي الحوارات ، فالسيدة الوزيرة شابة من مواليد سنة 1972 بتطوان ، ،تخرجت من المدرسة المحمدية للمهندسين (فوج 1997)، تربت بين "أولاد الشعب" ،و تمدرست في مؤسسات التعليم العمومي و إجتهدت حتى وصلت و تقلدت عدة مناصب أهمها مهندسة بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ما بين 1994 و1999 ، كما شغلت منصب المكلفة بوحدة مراقبة البيئة بالمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية. ، و هي متمكنة في ميدانها و هذا لايختلف عليه إثنين . على المستوى " السياسي " ، التحقت أفيلال بشبيبة حزب التقدم والاشتراكية في مرحلة مبكرة من شبابها، قبل أن تصبح سنة 2000 عضوا بالديوان السياسي للحزب، فقد كانت الانطلاقة الأولى في إطار الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية. ظننت أنها ستختلف عن الباقون و تخلق الحدث ، لأكتشف سيدة تختلف تماما عن الصورة التي رسمتها لها مسبقا في مخيلتي ، سيدة "كطير من المقلة" ، تجيب قبل أن تستوعب السؤال ، إكتشفت من الوهلة الأولى أن كل أعضاء حكومة السيد ابنكيران تعادو من طريقته في الحديث بعيدا كل البعد أن السياسي الناضج الذي يحاول إقناع المحاور من جهة و المشاهد من جهة أخرى . مباشرة بعد الدقائق 10 الأولى حولت إتجاهي إلى قناة إسبانية لأتابع التنافس الإنتخابي في الإستحقاقات التي ستعرفها المملكة الإسبانية يوم 20 دجمبر 2015، و ما تشهده هذه الحمالات من منافسة بين الأحزاب الأربعة القوية في إسبانيا . الوزيرة أفيلال يمكن أن تكون مجتهدة على مستوى التحصيل العلمي كما سبق الذكر ، غير أنها كسياسية لا علاقة لها بلباقة السياسي ، ربما لصغر سنها و قلة تجربتها ، مما دفع معد البرنامج يستدرجها لأغلاط ، أهمها قضية "2 فرانك " التي لا تستحق هذه الضجة الكبيرة و التي حولت السيدة الوزيرة إلى " مهتفة" على مواقع التواصل الإجتماعي خصوصا "فيسبوك" كما يقول التطوانيون . إن ما وقع للسيدة الوزيرة بالإضافة لضعفها في التعبير اللغوي ، فإنها تفتقد لأدوات التواصل و من أهمها الإنصات للطرف المحاور الذي غالبا ما يحاول إستفزاز الضيف لربح أكبر عدد من المشاهدين ، و السيدة الوزيرة أكلت الطعم ، و سقطت في الذي يسقط فيه رئيس حكومتها بحيث لا يفرق بين الكلام في المقهى و الحمام ، و الكلام أمام الأنصار و الأخر الموجه للعموم… نتمنى أن تستفيد السيدة الوزيرة من أخطائها ، و أعدها أنني سأشاهد الحلقة كاملة .