حلت يوم 2015/12/03 الذكرى الثانية لوفاة شاعر مصر المتميز "أحمد فؤاد نجم"..هذا الشاعر الذي ارتقى باللغة المتداولة المصرية من لغة التصريف اليومي لشؤون الحياة إلى لغةٍ للإبداع الأدبي الراقي..لكنه ظل وفيا لليومي..ولتفاصيل الحياة..ولمعاناة الكادحين المنتجين للثروة الوطنية..المحرومين..في نفس الآن..من الثروة ومن صفة الوطنية أيضا..وفى عام 1962 م..التقى بتوأم روحه الملحن والمغني الشيخ الضرير "إمام محمد أحمد عيسى" المعروف فنيا ب"الشيخ إمام".. أبدع "نجم" نصوصا شعرية غاية في الجمال ومفعمة ب"حلم الثورة"..الثورة على المجتمع الطبقي..الثورة على "الاستبداد" والفساد..والانتصار لقيم العدل والمساواة والحق..غنى "الشيخ إمام"..بألحانه المتميزة والمثيرة إبداعيا..معظم تلك القصائد التي تميزت بالغضب والسخرية والنقد اللاذع للنظام السياسي باعتباره "أداة" قمع يمارسها الذين "يملكون" كل شيء ولا يعملون ضد الذين يكدحون ويشقون ولا يملكون حتى أثمان "أكفانهم"..مجدت قصائد نجم وأغاني إمام كل الثوريين والتحمت مع المعتقلين السياسيين وكانت صوت كل المناضلين العاشقين للحرية..في مصر وفي كل العالم..كتب عن اغتيال "تشي غيفارا" قصيدة "غيفارا مات" التي لحنها وغناها الشيخ إمام..وأذاعتها الإذاعة الكوبية في حينها..كتب قصيدة "أبجد هوز" عن سقوط "سايغون" في يد الثوار الفيتنامين ضد الغزو الأمريكي.. شكل الثنائي نجم/إمام ظاهرة إبداعية فريدة من نوعها غزت الأوساط الطلابية في كل العالم العربي وانشرت بسرعة كبيرة كما تنتشر النار في الهشيم..رغم اعتقالهما بشكل مستمر في محاولة من "النظام المصري" كبح جماح هذه "الظاهرة" الشعبية الإبداعية الفريدة..وفي "الثورة" الأخيرة على مبارك عادت أغاني هذا الثنائي للظهور بشكل ملفت..مما يعني أن ظاهرة "نجم/إمام" سكنت "الذاكرة" الجمعية الشعبية وتجذرت فيها…وأصبحت عصية على "المحو" وعلى النسيان..