في الذكرى الأربعين لإعدام أرنستو تشي غيفارا على أيدي المخابرات المركزية الأميركية، عرض في غواتيمالا مجموعة من كتاباته تتضمن عشرين قصيدة. قصائد الثائر الكوبي جمعها ماركو ميخيا وهو كاتب من غواتيمالا التي عاش فيها غيفارا سنة واحدة، وأطلق عليها صديقه الغواتيمالي نيكو لوبيز اسم "تشي غيفارا". وقال ميخيا إنه أمضى أربع سنوات لجمع المخطوطات وقصاصات الصحف معتبرا أن ذلك عمل فريد، إذ لا يوجد كتاب أو حتى موقع إلكتروني يحتوي جميع قصائد تشي غيفارا. وكانت القصائد التي كتبت في غواتيمالا وبوليفيا والمكسيك بين 1953 و1956 نشرت بتلك الفترة في صحف أو مجلات، ثم دخلت غياهب النسيان لأن غيفارا كان مغمورا آنذاك . وتتحدث القصائد عن عمال المناجم في بوليفيا والحب والصداقة والتمرد وأفريقيا وغواتيمالا التي عاش فيها من ديسمبر/كانون الأول 1953 حتى إطاحة الولاياتالمتحدة الرئيس جاكوبو أربينز في سبتمبر/أيلول 1954.وأهدى تشي قصيدة إلى فيدل كاسترو حتى قبل أن يتعرف إلى الرئيس الكوبي المقبل وقتذاك.وطبعت من الكتاب المؤلف من 154 صفحة "تشي غيفارا، الأعمال الشعرية الكاملة" ثلاثة آلاف نسخة فقط. وتضمن أيضا قصائد لشعراء من أميركا اللاتينية أمثال بابلو نيرودا وماريو بينيدتي، تكريما لتشي غيفارا.وكانت كوبا أحيت أمس ذكرى غيفارا الذي أعدم في بوليفيا، حيث احتشد نحو عشرة آلاف عامل وطالب كوبي أمام تمثال برونزي لغيفارا وهو يحمل بندقية في مدينة سانتا كلارا وسط كوبا التي حررها عام 1958 بالمعركة الحاسمة للثورة الكوبية. وما يزال غيفارا بطلا قوميا في كوبا حيث يتذكره الناس لترويجه فكرة العمل الطوعي دون مقابل في مواقع البناء. ولا تزال صورته على بعض الأوراق النقدية وهو يقطع أعواد القصب في الحقول.وكان جنود بوليفيون تدعمهم المخابرات المركزية الأميركية قد ألقوا القبض على غيفارا يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول عام 1967، وأعدم رميا بالرصاص في اليوم التالي في مبنى مدرسة.وعرض جسده الذي ملأه الرصاص في غرفة غسيل بأحد المستشفيات، ثم دفن في وقت لاحق في قبر مجهول وكان يبلغ من العمر آنذاك 39 عاما.وقد حولت ملصقات لغيفارا بشعر طويل وهو يرتدي فيها قبعة عليها نجمة المقاتل، إلى بطل شعبي ورمز للثورة على مستوى العالم.