أقف مليا عند الصورة، ولا تشبع عيناي منها، مع أنها توجه خطابا. والحالة هذه، من كتب ذاك الكلام؟… من الممكن أن يكون ناشر الصورة، التي تم تداولها على نطاق واسع على صفحات التواصل الإجتماعي!.. قد يكون من التقطها ووزعها، وهنا تكون انتهت مهمته، لأنه يبتغي إيصال رسالة: الحرب المشتعلة في سوريا بين النظام وأطراف أخرى، هذه أحد نتائجها الفظيعة. و قد يقصد أن ينتقد بشدة ما وصلنا إليه من انحطاط وتخلف واقتتال وتشريد لأبناء الوطن( كل الأوطان) بسبب هذه الحروب الطاحنة، التي تدمر الجميع وتأتي على الأخضر واليابس. الطفلة في الصورة يبدو أنها لاتنطق، وإنما، بوجهها المتفحم، بنقط الدم، الدال، بطبيعة الحال، والغاضب، لا تريد من البائع، الذي لانراه، والذي يوجه له الكلام الموضوع تحت إطار الصورة، سوى حذاء، مع العلم أن الصورة جامدة: إننا لانسمع صو ت الطفلة، وإنما نقرؤه. والحالة هذه، هناك خطاب ما يجعل الصورة تنطق ضاغطة على مخارج الحروف والكلمات، كأنما كاتب الكلام بريدها، أي من الطفلة أت تحتج، وترفض وضعا عربيا مقيتا: يجعل من الإنسان كائنا محكوما عليه بالقتل، والتشريد والدمار. وعلى ما يظهر أن الحذاء هنا لا يعني أن نستعمله في الضرب، كما حدث مع بوش، وإنما لتكسية الرجلين اللذين تعبا من المشي تشردا. الحذاء، والحالة هذه، استبدال، لكن بماذا؟!… بكل العرب!..