نانسي عجرم ونجوى كرم وأصالة نصري بين من تكررت حفلاتهم أصبحت العديد من المهرجانات الغنائية التي تُنظم خلال فصل الصيف ببعض المدن المغربية وجهة مفضلة للنجوم والمطربين العرب، الذين يستقطبون جمهوراً واسعاً. وفيما يعتبر البعض هذه المشاركات العربية تمثل إضافة نوعية للمهرجانات الغنائية وفرصة للاحتكاك مع الفنانين المغاربة، يرى آخرون أن استدعاءهم ينبغي أن يكون منضبطا وفق قوانين تنظيمية. ويشهد شهر يوليو/تموز تنظيم مهرجانات غنائية تحضرها أصالة نصري ونانسي عجرم ونجوى كرم والشاب خالد والشاب مامي، وغيرهم من نجوم الأغنية العربية المعاصرة الذين دأبوا على الحضور بكثرة في المهرجانات الغنائية بالبلاد. هذا العام، تشارك في مهرجان "أصوات نسائية" في دورته الرابعة بمدينة تطوان شمالي البلاد، الذي ينظم بين السابع والتاسع من شهر يوليو، المغنيتان اللبنانيتان نانسي عجرم ونجوى كرم، هذه الأخيرة شاركت أيضا بآخر أغانيها في "مهرجان تيمتار" الذي انتهت فعالياته أخيرا في مدينة أكادير. أما "المهرجان الدولي لفن الراي" الذي من المزمع تنظيمه في شهر يوليو أيضا فيشارك فيه نجوم هذا النمط الغنائي، ومنهم المغني الجزائري الشاب مامي الذي سبق له هو الآخر أن شارك قبل فترة قصيرة في الدورة الخامسة من ليالي "مازاغان بيتش ريزورت" في ضواحي مدينة الجديدة. وقبل أشهر قليلة كان حاضرا في المناسبة ذاتها المطرب اللبناني راغب علامة، وأيضا "إليسا" والشاب خالد، وآخرون.. وبالنسبة للسيدة كريمة بنيعيش، رئيسة جمعية أصوات نسائية المنظمة لمهرجان تطوان الذي تحضره كرم وعجرم ونصري وغيرهن، فإن المهرجان بمثل هذا الحضور المتميز يشكل مناسبة لتلاقي الفنون الغنائية وأشكال التعبير الأخرى، باعتباره يضم أيضا أنشطة موسيقية وتشكيلية ومهاراتية متعددة. وبحسب بنيعيش، هذه الأنشطة تقع في صلب الاهتمام بتراث مدينة تطوان وإرثها الشفوي، ومساهمة المرأة في ذلك بصفتها فاعلا رئيسيا في صياغة الهوية الثقافية للمدينة. ويرى منظمو هذه المهرجانات الغنائية أن مجيء مطربين عرب، خاصة من النجوم والنجمات، هو بمثابة مدرسة فنية واقعية للاحتكاك والتواصل المباشر بينهم وبين المطربين المغاربة، كما انه يساهم في الرفع من مستوى هذه المهرجانات واستقطاب جمهور اكبر، وبالتالي حركية اقتصادية وسياحية أكثر مردودية ورواجا. وإذا كانت هذه الجهات ترى في وفود العديد من نجوم الأغنية العربية إلى المهرجانات الفنية بالمغرب أمرا إيجابيا ومثمرا، فإن هناك أطرافا أخرى تعارض هذا التوجه وتطالب بتقنين هذا المجال. وبالنسبة للملحن المعروف أحمد العلوي، فإنه "من حيث المبدأ يرحب بالمطربين العرب من زوار المغرب"، لكنه ضد أن يؤدي هذا الإقبال الكثيف على المهرجانات الغنائية بالبلاد من طرفهم إلى تهميش المغنين المغاربة. ويعتبر أن مثل هذا الوضع يفضي أحيانا كثيرة إلى مساس بالحقوق المادية والمعنوية للفنان المغربي، نظرا لأن إقصاءهم من المشاركة في هذه المناسبات والمهرجانات يخلق لديهم نوعا من الشعور بالاغتراب الفني والذاتي في بلادهم. بدوره، أعرب المطرب عبد الهادي بلخياط عن تضايقه حين يجد فنانا ومطربا مغربيا مُعرضا للتهميش بالرغم من طاقاته وكفاءته الفنية والموسيقية، في حين يتم الاحتفاء الكبير والاهتمام الإعلامي الواسع بمطربين أقل مستوى من حيث القيمة الفنية، من خلال استدعائهم المتكرر لإحياء سهرات فنية في إطار بعض المهرجانات الغنائية. من جهته، يواصل "الائتلاف المغربي للثقافة والفنون" مطالباته بسن قانون ينظم بمقتضاه استقبال الفنانين الأجانب بهدف ضبط وتقنين هذا المجال الشاسع، حتى لا يظل عرضة للعديد من الاختلالات الفنية والمادية، تعود بالأثر السيئ على القطاع الثقافي والفني والاقتصادي للبلاد. حسن الأشرف