يبدو أن عقلية بعض المسئولين ببلادنا لن تتغير مهما كانت الظروف ويبدو أن البعض تعلم من مراحل سابقة كيف يمكنه أن يجثم على آلام الاخرين دون أن يرجف له جفن فقط لأنه يملك حق التوقيع على الوثائق أو لأنه يعتقد أن حياة الناس ومماتهم تظل مرتبطة برغباته ومدى استعداده لاداء واجبه حسب التوقيت الذي يوافقه لا طبقا للواجب المهني. مرد هذه المقدمة ما عانته عائلة السيد الحراق مؤخرا عندما توجهت إلى مطار طنجة من أجل استلام جثة أحد أبنائها الذي وافته المنية رحمه الله بديار الغربة..ولقد اعتقد أهل المرحوم أنهم لن يضطروا إلا لتوقيع وثائق بسيطة بعدما تمت كل الاجراءات الادراية والصحية بالديار الاوروبية وأن الامر لن يتعدى في أسوا الحالات ربع ساعة لكن الذي لم يخطر ببالهم هو أن يظلوا في ساعات متأخرة من الليل يعيشون على أعصابهم بعدما تعذر أو لنقل تهرب المسؤول الصحي بمطار طنجة عن الحضور للتوقيع على الاستلام حتى يتسنى للعائلة حمل جثمان ابنها ودفنه ..العائلة انتظرت وقتا طويلا ولما حاولت الاتصال بالمسؤول الصحي لم يرد هاتفه..وعلينا أن نتصور الحالة النفسية لعائلة فقدت عزيزا عليها وعوض أن نسهل لها مأمورية الدفن يأبى طرف من المسئولين الا أن يزيد من آلامها..احد افراد العائلة قال ان الأمور وصلت الى الباب المسدود لولا تفهم مصالح الشرطة والجمارك بالمطار للوضعية وتسرعهم بايجاد حل حتى يتم السماح للعائلة بنقل فقيدها وهي مبادرة أبانت على أن البيروقراطية يمكننا التغلب عليها فقط بتغليب الجانب الانساني ..يبقى فقط أمام المسئولين الجهويين بطنجة فتح تحقيق في هذه الحادثة لتوضيح كافية المعطيات وللوقوف على الجوانب السلبية من العملية الادارية حتى لا تتكرر عذابات المواطنين بسبب إهمال الموظفين.