بعد التأجيل الغير المعلن والمفاجئ ،توافد عدد قليل جدا من أفراد الجالية المغربية وهم محسوبين على رؤوس الأصابع ، إلى مقر ولاية تطوان للاحتفال باليوم الوطني للمهاجر الذي يتزامن مع 10 غشت من كل سنة ، لطرح مشاكلهم التي تعد بالجملة ومناقشة اقتراحاتهم بغية إيجاد حلول لها بما يتناسب وخصوصيات الإجراءات المتعلقة بالملفات العالقة وظهرت ملامح الأسى والامتعاض ،على بعض وجوه المهاجرين (ما يناهز 12 فردا )ممن قدموا حوالي الساعة العاشرة صباحا لبهو الولاية ،وكلهم أمل وحيوية لإطلاع المسؤولين على أحوال أفراد الجالية ومعاناتهم مع الإدارة ، إلا أنهم انتظروا عدة ساعات قدوم والي تطوان أو مسؤولي الجماعة الحضرية للمدينة إلى قاعة الاجتماعات بالولاية، قصد ترأس وافتتاح الاجتماع و بالتالي إتاحة الفرصة لهم لطرح أسئلتهم وملاحظتهم واقتراحاتهم فيما يخص عدد من القضايا كالارتفاع في الضرائب المباشرة والغير المباشرة ومشكل تعشير السيارات (فقط أقل 5سنوات )ومشاكل المحا فظة العقارية وعملية عبور والاكتظاظ المزعج ومشكل رخص البناء التي تؤرق أغلبهم ،حيث منهم من تقدم بطلب الحصول على رخصة البناء إلى الجماعة الحضرية منذ أكثر من 3 سنوات دون الحصول عليها . وتحول اليوم الوطني للمهاجر لهذه السنة فقط إلى دردشة ما بين أصدقاء الجيل الأول من المهاجرين، الذين التجؤوا إلى سرد قصصهم أيام العز ،وإبراز مواهبهم أيام الشباب ،وإظهار عطائاتهم وكرمهم أيام العملة الصعبة التي أصبحت صعبة المنال ،مؤكدين على أن الأزمة العالمية التي ترخي بضلالها على القارة الأوربية وخاصة اسبانيا وايطاليا ، عامل من عوامل اللاإهتمام واللامبات التي قوبل بها أفراد الجالية ، لأنهم لم يعودوا يجلبون العملة الصعبة أو الاورو كما كان سابقا . وفيما فضل أو فضل بعض المهاجرين الذهاب إلى الرباط قصد الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر، "اعتقادا" منهم حضور وزراء أو مسؤولين كبار هذا الحفل ، عقد آخرون الأمل على لقاء عمالة المضيقالفنيدق المنظم مساء وأخر بعمالة شفشاون ، حيث وبعد طول الانتظار، وجهوا مقود سيارتهم إلى تلك المدن المجاورة لإبلاغ صوتهم وإشفاء غليلهم المتعطشة للنقاش والحوار ولو مرة واحدة في السنة على الأقل . وخلال اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بالجالية المغربية أول أمس بالرباط ، أكد الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ،عبد اللطيف معزوز، على ضرورة الاستجابة الآنية والعاجلة لمطالب وانشغالات العائدين قسرا إلى ارض الوطن خلال السنوات الثلاث الأخيرة والمقدر عددهم بنحو ثلاثين ألفا، غادروا بلدان إقامتهم نتيجة أزمات سياسية أو اقتصادية،وما زالت أفواج أخرى تصل إتباعا إلى الوطن، مستعصية عليها البقاء في تلك الدول نظرا لارتفاع تكاليف المعيشة وانعدام الدخل الفردي أو الأسري . وفي معرض حديثه أمام اللجنة برئاسة رئيس الحكومة ،طالب الوزير بإدماج أطفال المهاجرين العائدين وكذا طلبتهم وشبابهم في المدارس العمومية والكليات والمعاهد والمدارس العليا والبحث لهم عن فرص للشغل وتوفير سكن اجتماعي بالاتفاق والتنسيق مع مؤسسة العمران مع إمكانية استفادتهم من نظام المساعدة الطبية، وتشجيعهم على خلق مشاريع ومقاولات صغرى عبر تقديم الدعم المادي والمعنوي اللازم للنهوض بتلك المقاولات،مؤكدا على ضرورة وضع إطار قانوني عبر مرسوم خاص لللجنة الوزارية المكلفة بشؤون مغاربة العالم ، يحدد اختصاصاتها ودورها وأعضائها من أجل التنسيق والتعاون بين مختلف القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والشبه العمومية والخاصة خدمة لأفراد الجالية المغربية التي قدمت الكثير إلى الوطن، وتحضي باهتمام بالغ للملك محمد السادس . ويشكل اليوم الوطني للمهاجر مناسبة غاية في الأهمية لإبراز المواهب والقدرات وللتأكيد على المساهمة الكبيرة للجالية المغربية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة على جميع المستويات سواء العلمية والاجتماعية والاقتصادية والفنية والاجتماعية والرياضية للمملكة وضمان إشعاعها على الصعيد العالمي