تشهد تطوان و ما جاورها مجموعة من الإصلاحات التي نعلم بمجرد حراك المسؤولين لها بأننا نستعد بها للزيارة الملكية الميمونة المترقبة لكل عام، والتي لولاها و لله الحمد، لما شهدنا منطقتنا على هذا الحال أبدا. ما نطلق عليه" العواشر" ببيوتنا حاصل الآن بشوارعنا. تمت تعبئة الكل لأجل هذه الإصلاحات، و إن صح التعبير" الترقيعات". يتسابق الجميع مع الزمن كي تكون تطوان و نواحيها في أحسن حلة مع إطلالة الموكب الملكي. عملية التزفيت و التبليط التي تركتها الأشغال السابقة بسبب رداءة جودة المواد المستعملة متواصلة ليلا و نهارا. و انتشار مكثف لعمال النظافة لترميم الطرقات ووضع علامات التشوير و إعادة صباغتها من جديد. هذه الصباغة التي لا تقاوم إلا أيام الصيف بحيث تنمحي تماما بمجرد سقوط أولى قطرات الشتاء لتصبح الطريق رمادية تماما أو بها خطوط باهتة يصعب التمييز فيها بين المتصل و المرتبط طول السنة ويسهل الأمر على المتهورين الذين يرفعون من حصيلة ضحايا الطرقات. و لعله دليل واضح على رداءة الصباغة التي تخصص لها مبالغ مهمة كل عام. شملت الإنارة و التبليط و الصباغة حتى بعض الشوارع التي لم تكن لتحلم بها أبدا، كما هو حال شارع بوسافو، وبوجراح، والطريق المؤدية لحجار عروسة من الخلف، و ذلك خوفا من زيارة غير مخطط لها فيحدث ما لا يحمد عقباه. على خلفية" أالمزواق من برا شخبارك نداخل؟" و لكن الجدير بالإشارة له هو أنه لا يتم سوى إعادة تركيب الديكورات التي تم اعتمادها في السنوات الماضية -المركونة بمستودعات البلدية -وإنارتها من جديد، بحيث لا نرى أي جديد أو ابتكار يليق بموكب ملكي اختار أن تكون إقامته الصيفية بيننا. و كأن العقول المدبرة للخلق و التجديد نائمة، كل ما كان عليها فعله قد تم، و لم يبقى سوى أن تطرح و تجمع ابتكاراتهم في كل صيف. لا جديد إلا الأقواس التي بقيت عالة عليهم فأسندوها بأعمدة حديدية شوهت منظر ملتقيات الطرق، و التي يخال لدى النظرة الأولى بأنها السلم الذي نعتمده لمسح الغبار من الثريات. إصلاحات لا تبين سوى أنها هدر للأموال المتجمعة من تقشف من فرضوا علينا الزيادة في كل شيء، و أوهمونا بأننا نعيش مع العالم الذي لا علاقة لنا به ظرفية قاهرة، فصرفوا و أسرفوا، المهم أن يظهروا بحلة المحبين لهذه المدينة ، و الساهرين على مصالحنا. و لو كان كذلك لاختاروا أن يصدقوا في أعمالهم ، و يخسروا مرة واحدة، بجلب الأجود و الأمتن كي يظل أمام أعيننا لمدة طويلة. لأن الكل يؤمن بأن:" الشطايري يتعشى مرتين". و لا أحد يعلم سبب هذه الشطارة إن كانت حقا كذلك….