جو من الرعب والاحتقان ذاك الذي شهده محيط مسجد الأمة بحي سانية الرمل بتطوان مساء يومه الأربعاء 3 أبريل 2013، الذي عاش على إيقاع فيلم هيتشكوكي بامتياز، أبطاله عناصر من رجال الأمن قادهم التهور الهيستيري إلى إدخال الفزع في نفوس ساكنة الحي بأكمله الذي عرف حالة من الفوضى والاستنفار امتد ساعات… البداية كانت حين أقدم بعض رجال الأمن بزي مدني على مطاردة أحد مروجي المخدرات الذي يقطن بنفس الحي والمدعو (ح.ج)، إلا أن هذا الأخير لاذ بالفرار نحو منزل أسرته الكائنة بشارع ابن باجة بالحي ذاته، ليقوم عناصر الأمن المذكورين باتباعه إلى داخل المنزل، وأمام تعذر إلقاء القبض عليه حين لجأ إلى سطح المنزل مهددا بالانتحار، قاموا باعتقال والده ووالدته بعد إخراجهما من المنزل كرها وإسقاطهما أرضا ليقوموا بجرهما لأمتار عديدة وسط الشارع العام دون مراعاة لحالتهما الصحية المتدهورة وكبر سنهما، مما أدى إلى إصابة والد مروج المخدرات بحالة إغماء نظرا لمعاناته مع أمراض مزمنة وكبر سنه الذي تجاوز الثمانين عاما، كما أصيبت والدته بجروح في مختلف أنحاء جسدها بعد تقطيع ثيابها بفعل عملية السحل الني تعرضت له على أيدي "الأمنيين" المذكورين، ليتم نقلهما على وجه الاستعجال عبر سيارة إسعاف إلى المستشفى الإقليمي سانية الرمل الذي لا يبعد عن مكان الحادث سوى بأمتار معدودة، إلا أن الأطباء هناك رفضوا منحهما شواهد طبية تثبت مدة عجزهما بعد تحرك الهواتف بين رجال الأمن وإدارة المستشفى كما جرت بذلك العادة عند أي تدخل أمني، رغم الحالة الخطيرة التي كانا عليها وإصابتهما الواضحة، هذه الوقائع أثارت احتجاج كل من شقيقة المتهم (أ.ج) وشقيقه المقيم بالديار الإسبانية (ه.ج) على تصرفات أولئك "الأمنيين" الهمجية اتجاه والديهما وانتهاكهم لحرمة منزلهم وإرهاب أسرتهم، الأمر الذي ثار ثائرة رجال الأمن المذكورين الذين قاموا على الفور باعتقال الشقيقين، لتشتعل فتيل الاحتجاجات وسط ساكنة الحي مستنكرين ما أقدمت عليه تلك العناصر الأمنية من اعتداء همجي على والدي المتهم وشقيقيه المعروفين في أوساط الحي بأخلاقهم العالية وبعدهم عن كل الشبهات، خصوصا وأنهم دائم الشجار مع المتهم بسبب اتجاره في تلك الممنوعات، وأمام اتساع دائرة الاحتجاجات ضدهم ومحاصرتهم من طرف السكان، لم يجدوا "الأمنيين" المذكورين من وسيلة سوى الاستنجاد بزملائهم عبر الهاتف الذين حضروا على وجه السرعة إلى عين المكان لمؤازرتهم، الأمر الذي أدى ببعضهم إلى الإصابة بحالة من الهيستيريا بلغت حد إقدام أحد هذه العناصر بالزي المدني الذي يشتغل بالدائرة السابعة للأمن الكائنة بشارع محمد داود بحي السكنى والتعمير على تهديد شقيقة المتهم بالاغتصاب أمام أنظار شقيقها وكافة الحضور من ساكنة الحي، مما أثار سخط وغضب السكان الذين انخرطوا في موجة من الصفير وترديد العبارات الاحتجاجية ضد هذا العنصر الأمني، هذا الأمر زاد من تهور هذا الأخير ليشرع في إطلاق العنان لعبارات جد ساقطة، ولم يقف به الأمر هنا، بل تعداه حد سبه للذات الإلهية متطاولا بذلك على أقدس مقدسات الأمة وثوابتها، مستمرا في كيل وابل من الكلام الساقط والألفاظ النابية لشقيقة المتهم وعامة المواطنين الحاضرين في النازلة، موجها في نفس الإطار كلامه لأحد الشباب الحاضرين الذي احتج على هذه التصرفات المشينة بعدما تم اعتقاله هو الآخر إلى جانب شاب آخر من نفس الحي، حيث هدد فيه باغتصاب والدته أمام الكعبة المشرفة…، مهددا في الوقت نفسه الحضور بتصفيتهم جماعة بواسطة سلاحه الناري، لتسود بعده حالة من التوتر والاحتقان في صفوف أبناء وساكنة الحي الذين عبروا عن شديد سخطهم وعميق استيائهم مما تفوه به هذا العنصر الأمني من سب وقذف في حق الذات الإلهية المنزهة والدين الإسلامي الحنيف الذي يأتي في مقدمة مقدسات وثوابت المملكة وخطا أحمر لا يسمح بتجاوزه بتاتا تحت أية طائلة، مطالبين بمحاكمته وعزله من مهامه التي لا تليق بأشخاص من أمثال ذلك الساقط الملحد، وكذا ما تفوه به من سفالة وألفاظ ساقطة في حق شقيقة المتهم وعامة الحضور، حيث من المنتظر قيامهم بتقديم شكاية جماعية ضده إلى الوكيل العام لدى استئنافية تطوان وتوجيه مراسلات في الموضوع إلى كل من وزير العدل والحريات ووزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني.. وقد تم بعد ذلك اقتياد شقيقي المتهم رفقة الشاب المذكور إلى الدائرة السابعة للأمن حيث تمت تحرير محاضر في الموضوع، بحضور كل من رئيس الجمعية الوطنية لمحاربة الفساد ونائب كاتبها العام اللذان حضرا إلى الدائرة الأمنية المذكورة واللذان بدورهما احتجا بشدة على ما اقترفته تلك العناصر الأمنية من تجاوزات وانتهاكات في حق أسرة المتهم وما تفوه به ذاك العنصر "الأمني" من ألفاظ ساقطة خاصة تلك الماسة بالمقدسات الدينية، حيث تم إخلاء سبيل الشاب السالف الذكر، وهو كذلك من قاطني الحي، والإبقاء على الشقيقين رهن الحرسة النظرية في انتظار تقديمهما أمام النيابة العامة. علما أن تاجر المخدرات المبحوث عنه لم يتسن للعناصر الأمنية الحاضرة إلقاء القبض عليه بعدما هدد برمي نفسه من فوق سطح المنزل قبل أن يلوذ بالفرار، مكتفين بحجز ما كان بحوزته من كميات قليلة من مخدر الحشيش والميزان الخاص بكيل هذا الأخير، إلى جانب بعض الأغراض الشخصية الأخرى لشقيقي المتهم والتي لا علاقة لها بالمخدرات أو بالأدوات التي تخص إعداد هذه الأخيرة، كما ادعى بعضهم ذلك.. ومما تجدر الإشارة إليه، أنه فضلا عن الاستنكار والتنديد القويين الذي عبر عنه المواطنون الذين حضروا أطوار النازلة، فإنهم يتساءلون بشدة عن كيفية استثناء ذاك العنصر "الأمني" الذي وصفوه ب"الكافر النجس" من حملة التنقية والتأديب الذي اتخذها والي أمن تطوان الحديث العهد في حق ثلة من رؤوس الفساد بسلك الأمن بتطوان والنواحي، وهي المبادرة التي أثارت استحسان الساكنة الذين عبروا عن ارتياحهم لما أقدم عليه هذا المسؤول المشهود له بالصرامة مع كل مخالفي قانون المهنة ومرتكبي التجاوزات والخروقات، مطالبين إياه بالإسراع في اتخاذ الإجراءات الزجرية في حقه لما يرتكبه من تصرفات تعود إلى العهد البصروي الماضوي البائد، وسنوات الجمر والرصاص التي ظن الجميع أنها ولت في بلادنا إلى غير رجعة، ليتفاجأوا بعودتها مجددا على يد هذا المسؤول السلطوي الفاسد وأمثاله..